للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب التاسع- محبته للأدب والشعر]

المطالع لكتاب تنوير المقالة يجد التتائي ينثر الدر على كلامه، ويقطع جمود الفروع الفقهية بتحفة أدبية أو أبيات شعرية كقوله في ولاية القضاء: " وأنشد بعضُهم في ولايةِ شخصٍ لم يكنْ أهلًا له لجهلِه:

ولَمَّا أنْ توليْتَ القضايا ........ وفاض الجهلُ من كفيْكَ فيضًا

ذُبِحْتَ بغيرِ سكينٍ، ولكنْ ........ تريدُ (١) الذبحَ بالسكينِ أيضًا" (٢).

وقد نظم التتائي مقطوعات شعرية كثيرة على غير بحر من بحور الشعر، وبعضها يصل إلى عشرة أبيات، وأكثرها في صياغة فوائد فقهية أو النظائر من مسائل الفروع.

[المطلب العاشر- وفاته]

اختُلف في تأريخ وفاة العلَّامة التتائي على أقوال:

فذكر الغزيُّ أنه توفي سنة ٩٣٠ هـ (٣)، وهذا خطأ أو تحريف في النسخ؛ لأن النسخة الفرنسية ذكرت -في آخر الجزء الأول- تاريخ تأليف تنوير المقالة في سنة ٩٣٣ هـ، وأيضًا ذكر المحبي في ترجمة محمد بن محمد بدر الدين الكرخي (ت: ١٠٠٦ هـ) أنه قرأ على شمس الدين التتائي شرحه على قصيدة غرامي صحيح سنة ٩٣٣ هـ (٤).


(١) في النجوم الزاهرة [ذبحت بغير سكين وإني لأرجو … ] والبيتان من بحر الوافر، وقد ذكرهما ابن تغري بردي من شعر محمد بن مسعود الأديب المعروف بالفخر النحوي في وفيات سنة ٥٧٢ هـ. يراجع: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لابن تغري بردي، تعليق محمد حسين (٦/ ٧٣).
(٢) يراجع: مخطوط م لتنوير المقالة (٩٩ أ).
(٣) يراجع: الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة (١/ ٩٤)، ديوان الإسلام" للغزي (٢/ ١٧).
(٤) يراجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، للمحبي، المطبعة المصرية الوهبية (٤/ ١٥٢).

<<  <   >  >>