للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث- رسالة السادة المالكية]

يظهر من عنوان شرح الشمس التتائي على الرسالة أنها إذا أُطلقت عندنا -معاشرَ المالكية- لا يراد بها غير رسالة ابن أبي زيد، فقد سمى شرحه: "تنوير المقالة في حل ألفاظ الرسالة"، وهو صنيع ابن غازي المكناسي (ت: ٩١٩ هـ) من قبل في نظمه (١)، وكذا صنع الحطاب فسمى شرحه على نظم نظائر الرسالة "تحرير المقالة شرح نظم نظائر الرسالة"، وقد شايعهم على ذلك ناظم الرسالة، فسمى شرحه لنظمه "توضيح المقالة على نظم الرسالة"، وقد قلدت هؤلاء الأعلام في إطلاق اسم الرسالة في عنوان البحث، ولم أحتج إلى تقييدها بأنها رسالة ابن أبي زيد اختصارًا للعنوان، والاختصار في مثل هذا محبوب؛ لا سيما إن وافق اصطلاح جماعة من الفضلاء.

ونفصل الكلام على الرسالة من خلال هذه المطالب:

[المطلب الأول- التأريخ لتأليف لرسالة]

تعد الرسالة أول مؤلفات ابن أبي زيد، وقد ذكر أبو زيد عبد الرحمن ابن الدباغ (ت: ٦٩٦ هـ): أن ابن أبي زيد قد ألفها وهو في سن الحداثة، وذلك سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وسنُّه إذ ذاك سبع عشرة سنة (٢)، وفي هذا دليل على النضج العقلي المبكر لابن أبي زيد، وفيه بيان لأهمية التربية الإيمانية والعلمية في حياة الإنسان، أو قل: هو اصطناع الله تعالى لأوليائه.

لكن هذا التاريخ لتأليف الرسالة يُقبَلُ على رواية أبي زيد الدباغ لمولد ابن أبي


(١) يراجع: تحرير المقالة شرح نظم نظائر الرسالة، للحطاب، دار ابن حزم- بيروت (ص ١٦).
(٢) يراجع: معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان (٣/ ١١١).

<<  <   >  >>