للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[الذكر بعد الوضوء:]]

وقد (١) قال رسولُ اللهِ : (مَنْ تَوَضَّأ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَهُ (٢) إلى السماءِ، فقال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه = فُتِحتْ له أبوابُ الجنةِ الثمانيةُ يدخلُ مِنْ أيِّها شاء)، وقد استحبَّ (٣) بعضُ العلماءِ (٤) أنْ يقولَ بإثرِ الوضوءِ: (اللهمَّ اجعلْني منَ التَّوَّابينَ، واجعلْني منَ المتطهرينَ).

ويجبُ عليه أنْ يعملَ عملَ الوضوءِ احتسابًا للهِ لِمَا أَمَرَهُ بِهِ يرجو تقبُّلَه وثوابَه وتطهيرَه منَ الذنوبِ، ويُشعِرُ نفسَه أنَّ ذلكَ تأهُّبًا (٥) وتَنَظُّفًا لمناجاةِ ربِّه وَالوُقُوفِ بينَ يدَيْهِ لأداءِ فرائضِه والخضوعِ له بالركوعِ والسجودِ؛ فيعملُ على يقينٍ بذلك و (٦) تحفُّظٍ فيه؛ فإنَّ تمامَ كُلِّ عَمَلٍ بحسنِ النيةِ فيه.


(١) كذا في المخطوط ج (١٢ أ)، وقد سقطت من أ، قال التتائي: "وفي بعضِ الرواياتِ إسقاطُ (قد) ".
(٢) ضبطه التتائي بقوله: "بإسكان الراء"، وفسره بقوله: "في روايةِ أحمدَ: (رَفَعَ بصرَه) ".
(٣) في ز وحدها [استحسن] وذكر ما أثبتنا في الهامش كنسخة، والمثبت موافق لغيره من الشروح.
(٤) قال التتائي: " وهو ابنُ حبيبٍ".
(٥) قال التتائي: "ونَصْبُهما هو الروايةُ الصحيحةُ، ويُروَى: "تأهُبٌ وتنظفٌ" بالرفعِ، ولا إشكالَ فيها، واستُشكِلتِ الأولى بأنَّ اسمَ (إنَّ) منصوبٌ، وخبرُها مرفوعٌ، وهنا ليس كذلكَ؟ وأُجيب بأنَّه حالٌ، والخبرُ في المجرورِ، وهو قولُه: "لمناجاةِ ربِّه"". يراجع: شرح ابن عمر (١/ ٤٧٤).
(٦) في س، ز، والجامعة بمداد متن الرسالة هنا زيادة [على]، والمثبت من غيرها كما في المخطوطين أ، ج (١٢ ب)، وهو الموافق لما في غيره من الشروح.

<<  <   >  >>