للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا مُطَأْطِئٍ له (١) -فإنْ نظرتَ إلى الشمسِ ببصرِكَ (٢) - فقد دخل الوقتُ، وإنْ لم ترَهَا ببصرِكَ فلم يدخلِ الوقتُ، وإنْ نزلتْ عن بصرِكَ فقدْ تمكَّن دخولُ الوقتِ (٣)، والذي وَصَفَ مالكٌ أنَّ الوقتَ فيها ما لم تَصْفَرَّ الشمسُ.

[[المغرب:]]

ووقتُ المغربِ -وهي صلاةُ الشاهدِ يعني الحاضرَ، يعني أنَّ المسافرَ لا يقصرُها ويصلِّيها كصلاةِ الحاضرِ- (٤) فوقتُها غروبُ الشمسِ. فإذا توارتْ (٥) بالحجابِ (٦)


(١) قال التتائي: "قال الفاكهانيُّ: عن الجوهريِّ: الناكسُ: المطأطِئُ رأسَه، فهما مترادفانِ بمعنًى، فلا معنى لذكرِهما معًا، ولم أرَ مَنْ فرَّق بينَهما. انتهى. وقال ابنُ العربيِّ: مطأطِئٌ: مميلٌ، وهو أخفضُ منَ التنكيسِ؛ لأنَّ التنكيسَ إطراقُ الجفونِ إلى الأرضِ، وقد يكونُ التنكيسُ أيضًا إلصاقَ الرأسِ بالقفا، والتَّطَأْطُؤُ الانحناءُ على حسبِ ما يريدُ الإنسانُ" وكلام ابن العربي نقله المغراوي في غرر المقالة (ص ١١٠). يراجع: الصحاح، للجوهري (٣/ ٩٨٦) مادة (نكس).
(٢) "بصرك" سقطت من المخطوطين أ، ج (١٦ ب) كما سقطت من معين التلاميذ (١٠٩)، وقد ألحقت في هامش ج.
(٣) قال التتائي: "وهذا القولُ مبنيٌّ على التجربةِ"، وقد أُنكِر على الشيخ، ولا إنكار عليه؛ لأنه يتكلم بلسان عصره.
(٤) قال التتائي: "هذه جملةٌ معترضةٌ بينَ المبتدأِ -وهو (وقت المغرب) - والخبرِ وهو (غروبُ الشمسِ) " وقد كرَّر المبتدأ (فوقتها) بعدها تطرية للكلام لطول الفصل.
(٥) قال التتائي: "بأن استترت"، وقال المغراوي (ص ١١١): "يعني غابت".
(٦) هذا تعبير قرآني على عادة ابن أبي زيد كما في الآية (٣٢) من سورة ص، فالضمير في (توارت) للشمس، كما قرره الشهاب القرافي والعلامة ابن عاشور، وللآية تفسير آخر لا يوافق تعبير ابن أبي زيد، وهو أن الضمير للصافنات. يراجع: تفسير شهاب الدين القرافي، رسالتي للدكتوراه بكلية الآداب- جامعة سوهاج (ص ١٠٤٤) والدر المصون (٩/ ٣٧٦) والتحرير والتنوير (٢٣/ ٢٥٦).

<<  <   >  >>