للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَالخَيْلِ وَالرِّكَابِ (١) وَمَا غُنِم بِقِتَالٍ، وَلَا بَأْسَ أَنْ يُؤْكَلَ -مِنَ الغَنِيمةِ قَبْلَ أَنْ تُقْسَمَ- الطَّعَامُ (٢) والعَلَفُ لِمَنِ احْتَاجَ إِلَى ذَلِكَ.

وَإِنَّما يُسهَمُ لمَنْ حَضَرَ القِتَالَ، أَوْ تَخَلّفَ عنِ القِتَالِ فِي شُغْلِ (٣) المسلمينَ منْ أَمْرِ جِهَادِهِمْ، وَيُسْهَمُ لِلْمَرِيضِ وَللفَرَسِ الرَّهِيصِ (٤)، وَيُسهَمُ للفَرَسِ سَهْمَانِ، وسَهْمٌ لرَاكِبِهِ، وَلَا يُسْهَمُ لعَبْدٍ وَلَا لِامْرَأَةٍ وَلَا لصَبِيٍّ، إلا أنْ يُطيقَ الصبيُّ الذي لم يحتلمِ القتالَ، ويُجِيزَهُ الإمامُ، ويُقَاتِلَ، فيُسْهَمُ له، وَلَا يُسْهَمُ للأجيرِ إلَّا أنْ يُقاتَلَ.

[[حكم الأموال في الحرب:]]

وَمَنْ أَسْلَمَ مِنَ العَدُوِّ عَلَى شَيْءٍ فِي يَدَيْهِ مِنْ أَمْوَالِ المُسْلِمِينَ فَهُوَ لَهُ حَلَالٌ، وَمَنِ اشْتَرَى شَيْئًا مِنْهَا مِنَ العَدُوِّ لَمْ يَأْخُذْهُ رَبُّهُ إِلَّا بِالثَّمَنِ، وَمَا وَقَعَ فِي المَقَاسِمِ مِنْهَا فَرَبُّهُ أَحَقُّ بِهِ بِالثَّمَنِ، وَمَا لَمْ يَقَعْ فِي المَقَاسِمِ فَرَبُّهُ أَحَقُّ بِهِ بِلَا ثَمَنٍ.


(١) قال التتائي: "وهي الإبلُ" وفي القاموس المحيط (ص ٩١): "واحِدَتُها: راحِلَةٌ، ج: كَكُتُبٍ ورِكاباتٌ ورَكائِبُ".
(٢) قال التتائي: " نائبُ فاعلِ (يؤكل) ".
(٣) الشُّغُل: بسكون الغين المعجمة وضمها، وهو ضد الْفَرَاغ، يُطلق على الْعَمَل فَيُقَال: شغلٌ شاقّ، وعَلى مَا يُعْمَل فَيُقَال: شغل جيد (ج) أشغال. يراجع: المعجم الوسيط (ص ٤٨٦).
(٤) قال التتائي: "وهو الذي حصل له مرضٌ بباطنِ حافرِه من وطئه على حجرٍ أو شبهِه كالوَقْرَةِ" وفي المعجم الوسيط (ص ٣٧٧): "رَهِصَتِ الدَّابَّةُ تَرْهَصُ رَهَصًا: أصابتها الرَّهْصَةُ؛ فَهُوَ مرهوصٌ ورهيصٌ، وَهِي مرهوصةٌ ورهيصٌ أَيْضا، والرهْصَة: أَنْ يُصِيبَ بَاطِنَ حافرِ الدَّابَّةِ شَيْءٌ يوهِنه، أَوْ ينزلَ فِيهِ المَاءُ من الإعياء، ويقال أيضًا: رُهِصتِ الدابةُ ..

<<  <   >  >>