للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومختصر خليل؛ لأن التتائي كثيرًا ما يوازن بين نص الرسالة وعبارة المختصر.

ومن خصائص الرسالة أنها لا تتقيَّد بمشهور المذهب، وقد نص على هذا التتائي في غير موضع من شرحه (١)؛ لهذا حرص التتائي وغيره على ذكر ما خالفت الرسالة فيه المشهور.

[المطلب السابع- إعادة النظر في غريب الرسالة]

قال ابن عرفة - في حديث: (أو علم ينتفع به بعده) -: "إنما تدخل التآليف في ذلك إذا اشتملت على فوائد زائدة وإلا فهو تخسير للكاغد"، ويريد بالفائدة الزائدة على ما في الكتب السابقة عليه، أما إن لم يشتمل التأليف إلا على نقل ما في الكتب فهو الذي قال فيه: تخسير للكاغد (٢)؛ وإن للعصر لأحكامًا، وإن البيئة الاجتماعية والثقافية التي نحياها قد توجب علينا إعادة النظر في أشياء إذا كنا نريد الإفادة منها، وإعادة النظر في شيء من تراث أمتنا لا تعني بالضرورة إهماله أو الانتقاص منه، بل هي إحياء له وتزيين له وتقديم له في صورة جديدة توجب له جاذبية وقبولًا في عقول شباب الأمة، ومن هذا الباب جاءت إعادة النظر في غريب الرسالة.

والنظر في غريب الرسالة والكلام على مشكل إعرابها أداة معرفية عظيمة في السلم التعليمي الإسلامي، وأهمية ذلك معروفة، فتقديم ما هو من علوم اللسان على غيره من العلوم ظاهر عند السلف؛ ومن ذلك ما ذكره السيوطي عن الحسن أنه قيل له: يا أبا سعيد، الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقيم بها قراءته؟ قال:


(١) يراجع: تنوير المقالة خ (٢١٨).
(٢) يراجع: نيل الابتهاج، للتنبكتي (ص ٤٦٥).

<<  <   >  >>