للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[[مقدمة الرسالة]]

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ،

وصلى اللهُ على سيدِنا محمدٍ وآلِه وصحبِه وسلم.

قال (١) أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ أبي زيدٍ (٢): الحمدُ للهِ الذي ابتدأ الإنسانَ بنعمتِه، وصوَّره فِي الأرحامِ بحِكْمَتِه، وأبرزه إلى رِفْقِه، وَمَا يسَّر (٣) له من رِزْقِه، وعلَّمَهُ ما لم يكنْ يَعْلَمُ، وكان فضلُ اللهِ عليه عظيمًا، ونبَّهه بآثارِ صنعتِه، وأَعْذَر إليهِ على ألسنةِ المرسلينَ الخِيَرةِ مِنْ خَلْقِه، فهدى مَنْ وفَّقه بفضلِه، وأضلَّ مَنْ خَذَلَهُ بعَدْلِه، ويسَّر المؤمنينَ لليسرى، وشرح صدورَهم للذِّكْرَى، فآمنوا باللهِ بألسنتِهم ناطقين، وبقلوبِهم مخلصين، وبما أتتْهم به رسلُه وكتبُه عاملين، وتعلَّموا ما علَّمهم، ووقفوا عندَ ما حدَّ لهم، واستغْنَوْا بِمَا أحلَّ لهم عمَّا حرَّم عليهم.

[[السبب الباعث على تأليف الرسالة:]]

أمَّا بعدُ -أعانَنَا اللهُ وإيَّاك على رعايةِ ودائعِه، وَحِفْظِ مَا أودعَنا مِنْ شَرَائِعِه- فإنَّكَ سألتَني أنْ أكتبَ لكَ جُمْلَةً مُخْتصَرةً مِنْ وَاجِبِ أُمُورِ الدِّيَانَة (٤)، ممَّا تنطقُ به الألسنة،


(١) زاد في المخطوط أ (٧٧ أ) هنا [الشيخ الفقيه] وواضح أنه من الناسخ.
(٢) كذا في المخطوط (١ أ) ونسخ التتائي، وهو موافق لنسخة ابن عمر الأنفاسي وأبي الحسن المنوفي، وقد قالوا جميعًا: الرواية الصحيحة عدم ثبوتها، وقد وقعت في روايتهم، وزاد في المخطوط أ بعدها (رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا به، آمين). يراجع: شرح الرسالة، ليوسف بن عمر الأنفاسي، (١/ ١٨١) وكفاية الطالب الرباني، لأبي الحسن المنوفي، تح السيد علي الهاشمي (١/ ١٦).
(٣) كذا في نسخ التتائي، وهو موافق لنسخة القاضي عبد الوهاب وابن عمر الأنفاسي (١/ ١٩٣)، وفي بقية الشروح [يسره]. يراجع: شرح عقيدة الإمام مالك الصغير، لعبد الوهاب (ص ٩) وشرح الرسالة، ليوسف بن عمر (١/ ١٩٣) وكفاية الطالب الرباني، لأبي الحسن المنوفي (١/ ٢٩).
(٤) في المخطوطتين أ، ج [الديانات] على الجمع، وفيه انحراف عن السجعة.

<<  <   >  >>