للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني- التعريف بشمس الدين التتائي]

[المطلب الأول- عصر الشمس التتائي]

الحياة السياسية: عاش التتائي حقبة تاريخية عجيبة، فيها أفلتْ شمس دولة المماليك، وظهرت دولة الأتراك العثمانيين التي سيطرت على المشرق الإسلامي كله، ونقلت مركز القيادة الإسلامية من القاهرة إلى إسلامبول (١).

الحياة الاجتماعية: كثرت في هذا العصر أوجه الخرافات والبدع والبعد عن النهج القويم، وعمَّ ظلم المماليك على المصريين، ومما يكشفُ لك حجمَ الفسادِ في المجتمعِ في هذه الحقبة عبارةُ السلطانِ طومان باى للقضاة الذين عيَّنهم: "أنا ما أقبل رشوة في ولاية أحد من القضاة؛ فلا تأخذوا إنتوا (٢) رشوة من الناس أبدًا" وهذا يظهر منه أن الفساد والرشوة لم تكن بعيدة عن أرقى المناصب وأشرفها.

الحياة العلمية: رغم هذه الحوادث العظيمة ظلت الحياة العلمية والثقافية في القاهرة مزدهرة في حياة التتائي، فعاصر الشمس التتائي كوكبة من العلماء الأفاضل.

[المطلب الثاني- في اسمه وكنيته ولقبه]

هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خليل، ولقبه الذي اشتهر به شمس الدين التتائي.

قال الزبيدي: تَتَا بالفتْحِ مَقْصورًا: قَريةٌ بمِصْر مِنْ أَعمال المنوفية، وَمِنْهَا الشمس


(١) يراجع: عجائب الآثار في التراجم والأخبار، للجبرتي، تح د عبد الرحيم عبد الرحمن (١/ ٣٦).
(٢) كذا نقلها ابن إياس بالعامية المصرية. يراجع: بدائع الزهور في وقائع الدهور (٥/ ١١٧).

<<  <   >  >>