للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعروفِ (١)، وَكَوْنُ الإناءِ على يمينِه أمكنُ له في تناولِه. ويَبدَأُ فيغسِلُ يديْهِ قبلَ أنْ يُدخِلَهما في الإناءِ ثلاثًا، فإنْ كان قدْ بَالَ أَوْ تَغَوَّطَ غَسَلَ ذَلِكَ مِنْهُ، ثُمَّ توضَّأ، ثُمَّ يُدخِلُ يدَه في الإناءِ فيأخذُ الماءَ، فيُمَضْمِضُ فاه ثلاثًا من غَرْفةٍ واحدةٍ -إنْ شاء- أو ثلاثِ غَرَفاتٍ، وإنِ اسْتَاكَ بأُصْبُعِه فحَسَنٌ، ثُمَّ يستنشِقُ بأنفِهِ الماءَ، ويَسْتَنْثِرُه (٢) ثلاثًا: يجعلُ يدَهُ على أَنْفِهِ كامتخاطِهِ، وَيُجْزِئُهُ أقلُّ منْ ثلاثٍ في المضمضةِ والاستنشاقِ، وَلَهُ جَمْعُ ذلكَ فِي غَرْفةٍ واحدةٍ، وَالنِّهايَةُ أَحْسَنُ.

[[غسل الوجه:]]

ثُمَّ يأخذُ الماءَ -إنْ شاء- بيدَيْهِ جميعًا، وإنْ شاء بيدِه اليُمنى، فيَجْعَلُه في يدَيْه جميعًا، ثُمَّ يَنْقُلُهُ إلَى وجهِهِ، فيُفرِغُه عَلَيْهِ غَاسِلًا لَهُ بِيَدَيْهِ مِنْ أَعْلَى جَبْهَتِهِ وحَدِّ (٣) منابتِ شعرِ رأسِه إلى طَرَفِ ذَقَنِه (٤) ودَوْرِ (٥) وجهِه كلِّه من حدِّ عظميْ لَحْيَيْهِ إلى


(١) قال التتائي: "أي المعمولِ به".
(٢) يقال: نَثَرَتِ الدَّابَّة تنثِرُ وتنْثُرُ نثيرًا: عطستْ، وَنثر الشَّيْءَ نثرًا ونِثَارًا: رمى بِهِ مُتَفَرقًا، واستنثر: أَدخل المَاء فِي أَنفه، ثمَّ دَفعه ليخرج مَا فِيهِ. يراجع: المعجم الوسيط (ص ٩٠٠).
(٣) في المخطوط أ بالضم على تقدير "هو" كما في شرح ابن عمر (١/ ٤٤٥) والكفاية (١/ ٣٥٠)، وضبطناه بالكسر؛ لأنَّه معطوف على (أعلى)، وهو الظاهر، ويؤيده تقدير التتائي في شرحه [مِنْ] =قبل قوله (حد)، وجاء في الرسالة الفقهية (ص ٩٤) [وحدُّه] بالضمير، ورفع (منابت)، وهي في المخطوطين أ، ج (١٠ ب) دون ضمير كما عند الشراح.
(٤) هو مجمع اللَّحيينِ، وفيه لغة ثانية، قال في لسان العرب (١٣/ ١٧٢): "والذِّقْن" بكسر أوله ثم بالسكون، وهي مشهورة في العامية المصرية.
(٥) في المخطوط أ بالجر، وقال العدوي في حاشيته على الكفاية (١/ ٣٥١): "مفعول لفعل محذوف أي ويغسل دورَ". قلتُ: وجَعْلُه مفعولًا لاسم الفاعل (غاسلًا) أولى من التقدير، وإلا فجرُّه -كما ضبطناه عطفًا على ما سبق- أظهر، وفي الرسالة الفقهية (ص ٩٤) بالرفع، كأن الواو للاستئناف، أو هي عطف على (منابت) في روايتهم، والله أعلم.

<<  <   >  >>