للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ وَسِوَى المَسْجِدِ الحَرَامِ مِنَ المَسَاجِدِ، وَأَهْلُ المَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِنَّ الصَّلَاةَ فِيهِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ بِدُونِ الأَلْفِ، وَهَذَا كُلُّهُ فِي الفَرَائِضِ، وَأَمَّا النَّوَافِلُ فَفِي البُيُوتِ أَفْضَلُ. وَالتَّنَفُّلُ بِالرُّكُوعِ لِأَهْلِ مَكَّةَ أَحَبُّ إِلَيْنَا/ أ ١٣٢/ مِنَ الطَّوَافِ، وَالطَّوَافُ لِلغُرَبَاءِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنَ الرُّكُوعِ لِقِلَّةِ وُجُودِ ذَلِكَ لَهُمْ.

[[ما يجب على الجوارح:]]

وَمِنَ الفَرَائِضِ غَضُّ البَصَرِ عَنِ المَحَارِمِ، وَلَيْسَ فِي النَّظْرَةِ الأُولَى بِغَيْرِ تَعَمُّدٍ حَرَجٌ (١)، وَلَا فِي النَّظَرِ إِلَى المُتَجَالَّةِ (٢)، وَلا فِي النَّظَرِ إِلَى الشَّابَةِ لِعُذْرٍ مِنْ شَهَادَةٍ عَلَيْهَا وَشِبْهِهِ، وَقَدْ أُرْخِصَ فِي ذَلِكَ لِلخَاطِبِ (٣).

[[صون اللسان:]]

وَمِنَ الفَرَائِضِ صَوْنُ اللِّسَانِ عَنِ الكَذِبِ وَالزُّورِ (٤) وَالفَحْشَاءِ (٥) وَالغِيبَةِ


(١) قال التتائي: " أي إثمٌ ".
(٢) قال التتائي: " التي لا أَرَبَ للرجالِ فيها، ولا لذةَ في نظرِها"، وقال المغراوي (ص ٢٦٢): "التي أبرزت وجهها من الكبر، وهو من التجلي، وهو الظهور" فكأنها من مادة (جلي) عنده، لكن ذكرها في اللسان (١١/ ١١٦) في مادة (جلل): " تَجَالَّت أَي أَسَنَّت وكَبِرَتْ"، " يُقَالُ: جَلَّتْ فَهِيَ جَلِيلَة، وتَجَالَّتْ فَهِيَ مُتَجَالَّة"، وهذا هو الظاهر، والله أعلم.
(٣) في أ [للخطاب] فهو جمع، والمثبت مفرد.
(٤) قال المغراوي (ص ٢٦٢): "ويعني بالزور الباطل، وهو مشتق من تزوّر السور يعني اعوجاجه"، وقال التتائي: "وهو بمعنى الكذبِ، إلا أنَّه اختصَّ بالشهادة".
(٥) قال التتائي: "وهل هي كلُّ محرَّمٍ من قولٍ أو فعلٍ؟ أو ما تجاوز الحدَّ، مثلُ ما يُعبِّرُ به السفهاءُ عن الجماعِ وعن الفرجِ وغيرِهما من قبيحِ الكلامِ؟ قولانِ".

<<  <   >  >>