للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بابُ ما تنطقُ به الألسنةُ وتعتقدُهُ الأفئدةُ من واجبِ أمورِ الدياناتِ

[[الإيمان بالله (تعالى):]]

/ خ ٢١ ب/ مِنْ ذلكَ الإيمانُ بالقلبِ والنطقُ باللسانِ أنَّ اللهَ إلهٌ واحدٌ لا إلهَ غيرُه، ولا شبيهَ له، ولا نظيرَ له، ولا ولدَ له، ولا والدَ له، ولا صاحبةَ له، ولا شريكَ له، ليس لأوّليّتِه ابتداءٌ، ولا لآخريّتِه انقضاءٌ، لا يبلغُ كُنْهَ (١) صفتِه الواصفون، ولا يُحيطُ بأمرِه المُتَفَكِرون، يعتبرُ المتفكِّرونَ بآياتِه، ولا يتفكرونَ في مائيَّةِ (٢) ذاتِه. ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ (٣)، العالمُ الخبيرُ، المدبِّر القديرُ، السميعُ البصيرُ، العليُّ الكبيرُ.

وأنَّه فوقَ عرشِه المجيدِ بذاتِه (٤)، وهو في كلِّ مكانٍ بعلمِه، خلق الإِنسانَ ويعلمُ ما توسوسُ به نفسُه، وهوَ أقربُ إليه مِنْ حبلِ الوريدِ، ﴿وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا


(١) قال التتائي: "أي حقيقة، وقيل: غاية"، يقال: كَنَهَ الأمرَ يَكْنُهُ كَنْهًا: أدرك حقيقته. يراجع: غرر المقالة، للمغراوي (ص ٧٥) والمعجم الوسيط (ص ٨٠٢).
(٢) قال التتائي: "المائية والماهية والحقيقة: ما به الشيء هو هو؛ كالحيوان الناطق بالنسبة للإنسان، بخلاف الضاحك والكاتب مثلا مما يتصور الإنسان بدونه"؛ فالمائية هي الماهية لقلب الهمز هاء. يراجع: غرر المقالة، للمغراوي (ص ٧٥).
(٣) لفظ آية الكرسي، سورة البقرة، آية ٢٥٥، ويؤوده: يثقله، يقال: آده يؤوده إذا أثقله. يراجع: غرر المقالة (ص ٧٦).
(٤) قال في اختصار المدونة والمختلطة (٤/ ٥٣٧): "وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه".

<<  <   >  >>