للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتُدخِلُ يدَيْها من تحتِ عِقاصِ (١) شعرِها في رجوعِ يديْها في المسحِ.

[[غسل الرجلين:]]

ثُمَّ يغسلُ رجلَيْه، يصُبُّ الماءَ بيدِه اليُمنى على رِجلِه اليمنى، ويَعْرُكُها بيدِه اليسرى قليلًا قليلًا يوعبُها بذلكَ ثلاثًا، وإنْ شاء خَلَّلَ أصابعَه في ذلكَ، وإنْ ترك فلا حَرَجَ، والتخليلُ أطيبُ للنفسِ، ويَعرُكُ عَقِبَيْهِ (٢) وَعُرْقُوبَيْه (٣) وَمَا لا يكادُ يُداخِلُه الماءُ بسرعةٍ من جَسَاوةٍ (٤) أو شُقُوقٍ، فليبالِغْ بالعَرْكِ معَ صبِّ الماءِ بيدِه؛ فإنَّه جاء الأثرُ: (ويلٌ للأعقابِ منَ النارِ)، وعقبُ الشيءِ: طَرَفُه وآخرُه، ثُمَّ يغسلُ (٥) اليسرى مثلَ ذلكَ.

وليس تحديدُ غسلِ أعضائِه ثلاثًا ثلاثًا بأمرٍ لا يجزئُ دونَه، ولكنَّه أكثرُ ما يُفعَلُ، ومَن كان يوعِبُ بأقلَّ مِنْ ذلكَ أجزأه إذا أحكم ذلكَ، وليس كلُّ الناسِ في إحكامِ ذلكَ سواءً.


(١) عَقَصَ شَعَرَهُ يَعْقِصُهُ: ضَفَرَهُ، وفَتَلَهُ. والعِقْصَةُ والعَقِيصَةُ: الضَّفِيرَةُ، ج: عِقَصٌ وعِقاصٌ وعَقائصُ. والعِقاص أيضًا: خَيْطٌ يُشَدُّ به أطْرَافُ الذَّوائِبِ. يراجع: القاموس المحيط (ص ٦٢٣).
(٢) قال التتائي: "بكسرِ القافِ: مؤخِّرُ القَدَمِ، وهي مؤنّثةٌ" وفيه لغة العَقْب بالسكون. يراجع: تاج العروس (٣/ ٣٩٦).
(٣) قال التتائي: "بضمِّ أوَّلِه: العصبُ الغليظُ المُوَتَّرُ فوقَ عقِبِ الإنسانِ". يراجع: المعجم الوسيط (ص ٥٩٦).
(٤) قال التتائي: "بجيمٍ وسينٍ مهملةٍ مفتوحتينِ: غِلَظٌ في الجسمِ ينشأُ عن تقشفٍ"، كذا عند المغراوي وغيره، ولم أقف عليه في المعاجم، وفي اللسان: "جَسَا: ضِدُّ لَطُفَ، وجَسَا الرجلُ جَسْوًا وجُسُوًّا: صَلُبَ. ويَدٌ جَاسِيَةٌ: يَابِسَةُ الْعِظَامِ قَلِيلَةُ اللَّحْمِ. وجَسِيَتِ اليَدُ وغيرُها جُسُوًّا وجَسًا: يَبِسَتْ". يراجع: غرر المقالة (ص ٩٧) ولسان العرب (١٤/ ١٤٧).
(٥) كذا في نسخ التتائي بمداد الرسالة، وهو موافق للنفراوي (١/ ٢٢٣)، وفي المخطوطين أ، ج (١٢ أ) وشرح ابن عمر (١/ ٤٦٣) وكفاية الطالب (١/ ٣٧٣) [يفعل باليسرى].

<<  <   >  >>