للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعتقدُه القلوبُ وتعملُه (١) الجوارحُ وما يتصلُ بالواجبِ من ذلكَ منَ السننِ من مؤكَّدِها ونوافلِها ورغائبِها، وشيءٍ منَ الآدابِ منها، وجُمَلٍ من أصولِ الفقهِ وفنونِه على مذهبِ (٢) مالكِ بنِ أنسٍ (٣) وطريقتِه، مَعَ مَا سهَّل سبيلَ ما أَشْكَلَ مِنْ ذلكَ مِنْ تفسيرِ الرَّاسِخِينَ وبيانِ المتفقِّهينَ، لِمَا رغبتَ فيهِ مِنْ تَعْليمِ ذلكَ للولدانِ كما تعلِّمُهم حروفَ القرآنِ؛ ليسبقَ إلى قلوبِهم مِنْ فَهْمِ دينِ اللهِ وَشَرَائعِه = ما تُرجَى لهم بركتُه، وتُحمَدُ لهم عاقبتُه، فأجبتُكَ إلى ذلكَ لِمَا رجوتُ لنفسي ولكَ فِيهِ مِنْ ثَوَابِ مَنْ علَّم دينَ اللهِ أَوْ دَعَا إِلَيْهِ.

واعلمْ أنَّ خيرَ القلوبِ أوعاها للخيرِ، وأرجى القلوبِ للخيرِ ما لم يسبقِ الشرُّ إليهِ، وَأَوْلَى ما عُنِي بِهِ النَّاصِحُونَ، وَرَغِبَ فِي أَجْرِه الرَّاغِبُونَ = إِيصَالُ الخَيْرِ إلى قلوبِ أولادِ المؤمنينَ ليرسخَ فيها، وتنبيهُهُم على معالِمِ الدِّيَانةِ وَحُدُودِ الشَّرِيعةِ ليُراضُوا عليها، وَما عَلَيْهم أَنْ تعتَقِدَهُ مِنَ الدِّينِ قُلُوبُهم، وَتعملَ بهِ جوارحُهم؛ فإنَّه رُوِي أنَّ تعليمَ الصِّغارِ لكتابِ اللهِ (٤) يُطفِئُ غضبَ اللهِ. وَأنَّ تعليمَ الشَّيءِ في الصِّغَرِ كالنقشِ في الحجرِ. وقد مثَّلتُ لكَ مِنْ ذلكَ (٥) مَا يَنْتفعُونَ -إنْ شاء اللهُ- بحفظهِ، وَيشْرُفونَ بعِلْمِه، وَيَسْعَدُونَ باعتقادِهِ وَالعَمَلِ به.

وقدْ جاء أنْ يؤمَرُوا بالصَّلاةِ لسَبْعِ سنينَ، ويُضرَبوا عليها لعشرٍ، ويُفرَّقَ بيْنَهم في


(١) في المخطوط أ [تعمل به].
(٢) كذا في نسخ التتائي، وهو موافق لنسخة ابن عمر الأنفاسي (١/ ٢٢١) والنفراوي، وفي المخطوط ج (١ ب) وبقية الشروح بزيادة [الإمام] هنا. يراجع: الفواكه الدواني، لأحمد النفراوي (١/ ٣٩).
(٣) كذا في نسخ التتائي، وهو موافق لنسخة ابن عمر الأنفاسي (١/ ٢٢١) والمخطوط أ، ج (١ ب)، وفي غيرهما من الشروح زيادة [رحمه الله تعالى] هنا.
(٤) " لكتابِ اللهِ " سقطت من المخطوط أ (٧٧ ب).
(٥) " مِنْ ذلكَ " سقطت من المخطوط أ (٧٧ ب).

<<  <   >  >>