للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأَيْمَانُ بِاللهِ أَرْبَعَةٌ (١): فَيَمِينَانِ تُكَفَّرَانِ (٢)؛ وَهُوَ أَنْ يَحْلِفَ بِاللهِ إِنْ (٣) فَعَلْتُ (٤)، أَوْ يَحْلِفَ لَيَفْعَلَنَّ. وَيَمِينَانِ لَا تُكَفَّرَانِ: إحْدَاهُمَا (٥) - لَغْوُ (٦) اليَمِينِ، وَهُوَ أَنْ يَحْلِفَ عَلَى شَيْءٍ يَظُنُّهُ (٧) كَذَلِكَ فِي يَقِينِهِ، ثُمَّ يَتَبَيَّنَ لَهُ خِلَافُهُ؛ فَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ وَلَا إِثْمَ، وَالأُخْرَى- الحَالِفُ (٨) مُتَعَمِّدًا لِلْكَذبِ أَوْ شَاكًّا فَهُوَ آثِمٌ، وَلَا تُكَفِّرُ ذَلِكَ الكَفَّارَةُ،


(١) قال النفراوي (١/ ٦٣٣): "وفي نسخة أربع، وكل صحيح لحذف المعدود".
(٢) في أ، ج [يكفران] بالياء، والمثبت من نسخ التتائي وهو موافق للنفراوي (١/ ٦٣٣) حيث قال: ""تكفران" بالتاء؛ لأن اليمين مؤنثة؛ والتاء تلزم المضارع المسند إلى المؤنث الحقيقي الغائب المظهر والمضمر المفرد وغيره من مثنى وجمع".
(٣) قال التتائي: " (إنْ) حرفُ نفيٍ؛ كقولِك: والله لا كلمتُ فلانًا، أي لا أكلمُه؛ لأنَّ (كلَّم) وإنْ كان ماضيًا فمعناه الاستقبالُ؛ إذ الكفارةُ لا تتعلقُ إلا بالمستقبلِ، والذي صرفه إليه الإنشاءُ، إذ الحلفُ إنشاءٌ، وقد جعله النحاةُ من صوارفِ الماضي للاستقبالِ".
(٤) في الكفاية (٣/ ٤٣) هنا زيادة [كذا] في متن الرسالة، وقد زادها في المخطوط ج (٥٨ ب) بين السطرين، وليست في أ، وهي في نسخ التتائي بمداد الشرح، وقد زيدت (كذا) في الكفاية بعد (ليفعلن) أيضًا.
(٥) كذا في خ وتشستر بيتي (١٦٤ أ) وهو موافق للكفاية (٣/ ٤٤)، وفي غيرهما من نسخ التتائي وفي أ، ج (٥٨ ب) [أحدهما] وعليه شرح النفراوي (١/ ٦٣٤) حيث قال: ""أحدهما" الأولى "إحداهما"؛ لأن اليمين مؤنثة، إلا أن يقال ذكَّر باعتبار أنهما فردان" ويؤيد هذا التأويل مجيء (الآخر) في نسخته وفي أ، ج بدلًا من (الأخرى).
(٦) في القاموس المحيط (ص ١٣٣١): "واللَّغْوُ واللَّغَا، كالفَتَى: السقَطُ، وما لا يُعْتَدُّ به من كلامٍ وغيرِهِ".
(٧) قال التتائي: "بأنْ يتيقنَه كما حلف عليه ماضيًا كان أو مستقبلًا؛ ولذا قال: "فِي يَقِينِهِ … وإطلاقُ الظنِّ على اليقينِ شائعٌ، قال اللهُ (تعالى): ﴿فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا﴾ [سورة الكهف، آية ٥٣] أي تيقنوا".
(٨) هكذا في أ، ج وفي نسخ التتائي، وهو موافق للنفراوي (١/ ٦٣٥) وفي كفاية الطالب الرباني (٣/ ٤٥) [الحلف]، والمثبت على حذف مضاف؛ أي والأخرى يمينُ الحالفِ ليطابق الخبر المبتدأ.

<<  <   >  >>