للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث، وأسندها الأبهري في كتاب سماه مسالك الجلالة في إسناد أحاديث الرسالة" (١).

وقد انتشرت الرسالة في العالم الإسلامي شرقًا وغربًا في حياة مؤلفها، فلما فرغ ابن أبي زيد من تأليفها بعث بنسخة منها إلى أبي بكر الأبهري ببغداد "فأظهر الفرح بها، وأشاع خبرها بين الناس، وأثنى عليها وعلى مؤلفها، وأمر ببيعها؛ ليحسن بثمنها إلى الواصل بها، فبيعت بمائتي دينار دراهم. فقال: لا تباع إلا وزنًا بوزن، ففعل ذلك، فجاء وزنها ثلاثمائة دينار ونيفًا" (٢).

ولأهمية الرسالة قصدها القرافي في موسوعته الفقهية الشهيرة "الذخيرة" فقال: "وقد آثرت أن أجمع بين الكتب الخمسة التي عكف عليها المالكيون شرقًا وغربًا حتى لا يفوت أحدًا من الناس مطلبٌ، ولا يعوزه أرب؛ وهي المدونة والجواهر والتلقين والجلاب والرسالة جمعًا مرتبًا بحيث يستقر كلُّ فرع في مركزه، ولا يوجد في غيره حيزه " (٣).

ولمَّا تكلم الدكتور محمد إبراهيم عن مختصر خليل قال: "اعتنى الناس به شرحًا ودرسًا، وتركوا كل شيء سواه غير الرسالة للشيخ ابن أبي زيد" (٤)، وقد صدق فرسالة ابن أبي زيد بشرح أبي الحسن المنوفي مرحلة أساسية في تعليم الفقه المالكي في الأزهر الشريف إلى يومنا هذا.


(١) يراجع: شرح ابن ناجي على الرسالة (١/ ١٦).
(٢) يراجع: معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان (٣/ ١١٢).
(٣) يراجع: الذخيرة، للشهاب القرافي (١/ ٣٦).
(٤) يراجع: اصطلاح المذهب المالكي، للدكتور محمد إبراهيم علي (ص ٤٣٩).

<<  <   >  >>