المهم في الأمر، وبصرف النظر عن تلك البدايات لذكريات (جوريس)، فإن اهتمامه بالقضية الجزائرية لم يظهر واضحا قبل رحلته إلى الجزائر في (نيسان - أبريل - ١٨٩٠) ويذكر عنه أنه أثار أمام التحالف الإفرنسي في سنة ١٨٨٤: (ضرورة نشر اللغة الإفرنسية في المستعمرات، وبصورة خاصة بين العرب والقبائل، وذلك لمساعدة المستعمرين الإفرنسيين في مهمتهم الصعبة لإنجاح عملية الدمج والغزو المعنوي). وكان من رأيه في عملية الدمج:(بأنه ليس هناك في الجزائر حاليا إلا جمع من الناس المغلوبين على أمرهم ومائة ألف من المنتصرين. وليس هناك ما يمكن أن يطلق عليه اسم (شعب حقيقي) إلى جانب (الشعب الإفرنسي) وهذا ما يتطلب تعميم اللغة الإفرنسية).
وكان الشاب (جوريس) في تلك الفترة، مرشحا للبرلمان على لائحة (الاتحاد الجمهوري) في سنة ١٨٨٥. ولهذا لم يكن من
الغريب أن يظهر تعلقه بسياسة التوسع الاستعماري للجمهوريين، وكان قوله المعروف في ذلك:(لقد أضاعت علينا الإمبراطورية إقليمين ومنحتنا الجمهورية مستعمرتين) والمقصود بالإقليمين: الألزاس واللورين اللذين فقدتهما فرنسا بنتيجة حربها مع بروسيا سنة ١٨٧٠ وانهارت على أثرها إمبراطورية نابوليون الثالث، أما المقصود بالمستعمرتين فهما: المغرب العربي الإسلامي والمكسيك.
في الوقت ذاته، لم يحاول (جوريس) التستر أو إخفاء إعجابه بالاستعماري (جوليوس فيري) الرجل الذي استطاع خلال ثلاث