نوعية الوصاية المفروضة على المواطنين المسلمين في الجزائر إلا كمن يحاول اعتراض ضياء الشمس بالمظلة).
كانت هذه الرسالة البليغة والاحتجاجية آخر محاولة علنية بذلها الأمير خالد لطرح قضية وطنه. وعرف من ردود الفعل الإفرنسية أن إقامته في باريس لم تعد موضع رضى السلطات فيها. كما شعر بأن جهده مع (كارتل اليسار) قد وصل إلى منتهاه. فغادر فرنسا، ووصل إلى الإسكندرية - في مصر - مع بداية فصل الخريف لسنة ١٩٢٤، ولم يتمكن من تحقيق رغبته في التوجه إلى دمشق، نظرا لمنع السلطات الإفرنسية له من اقتحام مناطق نفوذها.
وفي الإسكندرية حاول الأمير خالد الهرب من رقابة القنصل الإفرنسي، واستخدم جواز سفر وأوراق ثبوتية زائفة لمغادرة مصر. غير أن أمره اكتشف فأحيل إلى محكمة قنصلية في الإسكندرية، واعتقل، وأصدرت المحكمة حكمها عليها في شهر آب - أغسطس - سنة ١٩٢٥ بالسجن لمدة خمسة أشهر ...
ضاع بعد ذلك كل أثر للأمير خالد، وترددت شائعات كثيرة عن اشتراكه في ثورة الريف بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي. كما ترددت شائعات مماثلة عن اشتراكه في الثورة السورية الكبرى (سنة ١٩٢٥) غير أنه ما من وثائق رسمية تؤكد ذلك أو تنفيه.
أفاقت دمشق على خبر مباغت صباح يوم ١٠ كانون الثاني - يناير - ١٩٣٦ معلنا وفاة المجاهد الأمير خالد بن الهاشمي الجزائري.
وأقيمت عليه الصلاة في مسجد بني أمية الكبير. وانتقل إلى جوار