للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها رجال يدعون أنهم متحضرون ... وعندما نمر بضواحي العاصمة وعند المرور على بعض الدواوير بما فيها الداخلة في المزارع النموذجية، نكاد أن نقطع ونجزم أن فرنسا لا وجود ولا أثر لها في الجزائر منذ (٩٥) عاما. فليس هناك لا مدارس ولا طرق ولا آبار ولا سدود، ولا أطباء ولا بيطريون ولا مستشارون زراعيون) (... إن حقوق الأهالي مهدورة منسية ... فكأن المسلم الجزائري لا يصلح إلا أن يكون جنديا أو دافعا للضرائب الباهظة، ولو كلفه ذلك بيع آخر عنزة من ماشيته).

وفي مقولة أخرى:

(.. يقول لنا بعض الأوروبيين: لو كنتم تحت سيطرة الألمان أو الإنكليز لكنتم تقدرون سلوك فرنسا تجاهكم! وأقول: هل هناك، اللهم، جور أقسى من جور فرنسا ... لا يمكن أن يتمنى المرء بعد هذا الظلم الغاشم إلا الموت ... ! فإذا كانت سياسة الإدارة الإفرنسية قائمة على تقويض اللغة والدين وإفقار الشعب، فقد نجحت كل النجاح: فالشعب غارق في الجهل، والدين ورجاله في محنة، والفقر مدقع).

والأمير خالد، وهو يطالب معاملة المسلمين الجزائريين كالإفرنسيين، يصرخ مع أفراد حزبه في وجه الاستعماريين: (في هذه الأفريقية، التي تتجه إليها كل الأطماع الشرسة الدفينة، والتي عاث فيها على تعاقب العصور كل نوع جديد من جنود ومرتزقة ومعمرين وموظفين، أصبحنا نتهم بإثارة الثورة لأننا نقول: إن الناس يموتون جوعا. ونتهم بعداوة فرنسا ومقاومتها لأننا نطالب

<<  <  ج: ص:  >  >>