للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمساواة بين خلق الله ... إذن، فلنكن فوضويين وشيوعيين وأعداء لفرنسا، ووطنيين وكل ما شئتم من صفة، ولكن لنبق رجالا قبل كل شيء ...).

ويحذر الأمير خالد الإفرنسيين من التمادي في سياساتهم الاستعمارية، فيقول لهم: (أيها الأوروبيون: إن كل الإجراءات التي تتخذونها ضد هؤلاء وأولئك لن تجدي نفعا، لأن الحوادث المقبلة ستكتسح كل هذا العبث والفساد، ولأن الأجل لذلك قد حل ... إن الإفرنسيين القاطنين بالجزائر، باتوا وهم ينتظرون بمرارة اليوم الذي سيرغمون فيه على شد أمتعتهم وحقائبهم للعودة إلى الوطن الأم ... فمستقبلهم غامض مجهول، والأفق أمامهم ملبد بالغيوم والسحب والعاصفة على وشك الرعد والقصف على رؤوسهم، وهم منذ الآن يتألمون من ذلك ويتحسرون عليه ... ! وقد حق لهم أن يشتكوا ويتألموا ... فأي شيء أعز عليهم، وأي

ألم أشد من مغادرة بلد كانوا يعيشون فيه عيشة الأمراء والأسياد في ثراء واسع بلا كد أو تعب، تخدمهم أقوام وأمم من العبيد، دون أمل في الرجوع يوما إلى ذلك الفردوس؟ إني لأشفق على كربهم حقا، وعلى عدم انبثاق بصيص من نور في أفقهم).

ويرتفع صوت الأمير عاليا وهو ينذر الاستعماريين بما يشبه إعلان الحرب، فيقول لهم: (الحذر ثم الحذر، إننا دخلنا لأمد

طويل في طور من الحروب الأهلية والعالمية والفتن التي لا يدري أحد بعواقبها. فإذا تماديتم في تعسير حياة الأهالي - المواطنين - بعد يسرهم في أوطانهم، فستكون شدة انفجار ثوراتهم على قدر

<<  <  ج: ص:  >  >>