شد الخناق عليهم) ولقد كان هذا التحذير الذي يشبه النبوءة بما سيحدث، مرتبطا برؤية الأمير خالد - الواضحة - لمسار خط الاستعمار، على الرغم من شدة ظلام ليل الاستعمار في تلك الفترة، وها هو يربط خط هذا المسار بمجمل قضية الاستعمار، وذلك من خلال مقولته:(أيها اللبنانيون والسوريون والجزائريون والتونسيون والمغاربة ... إنكم عبيد خاضعون لنير بعض السماسرة والبورجوازيين الذين سوغوا لأنفسهم تدنيس أرض أوطانكم العزيزة. إن لكم في بعض معاقل الحرية في الخارج أصدقاء يقظين ... أجل، وقولي لكم هو عين الحق والصدق والأمانة ... سننتقم جميعا).
وكان لا بد للأمير خالد، في إطار تحركه السياسي، من توجيه غضبه نحو أولئك المتجنسين الذين كانوا لا يؤيدون مطالبة الجزائريين بالتمثيل النيابي، وظهر ذلك في تعامله - على سبيل المثال - مع (مسيو صوالح) الذي وصفه: (بالخيانة لبني جلدته، والكفر والارتداد عن دينه. وقال عنه: إنه يعتقد أن تجنسه وكفره، وقطع الصلة بينه وبين ملته، وأكل لحم الخنزير، ولبس القبعة أو البرنيطة، كل ذلك يخوله صفة الإفرنسي النبيل. فمثله كمثل الوطواط، لا هو عصفور ولا هو فأر، إنما يتجسم في خلقه الرياء والنفاق، ولن يجد إلا اللعنة والخزي، أينما ولى وجهه).
والمعروف - في الجزائر - عن (مسيو صوالح) هذا، انه لم تبق له في تلك الفترة أية علاقة مع إخوانه الجزائريين. فكانت جريدته (الناصح) تعتبر لسان حال الإدارة الإفرنسية. وكانت الولاية العامة