المدنية والأنظمة الدولية، والمعاملات الاقتصادية والاجتماعية والسلمية والحربية والمعاهدات السياسية. وبالإجمال كل ما يحتاج إليه الفرد أو الأمة، في الحياة الخاصة أو العامة.
إن القرآن هو نظام عالمي واقعي موحى، فهو ينظم تطبيق كل حادثة من أحداث الوجود وشرحها وتقديرها. إنه بالنسبة إلى جميع المؤمنين بمثابة ذاكرة قد أعدت أتم الإعداد. أو مذكرة إحصائية للمفردات اللغوية أو قاموس من القواميس له. وهو بالنسبة إلى كثيرين أيضا كتاب للتعريفات المضمونة والقابلة للتطبيق دائما. إنه مجموعة من اللغات للأفعال العملية وللتأملات الباطنية التي تركز الانتباه في البراهين على المجد الإلهي وقوة الله. والقرآن هو الذي يقوم بدور تبسيط مشكلة منهج الحياة أمام المؤمنين. لأن هذه المجموعة من القوانين الموحاة هي التي تغذي الذاكرة، وتحل عقال العمل دون أن يكون لدى الفكر حاجة للتردد. ويكفينا اعترافات بعض النصارى الذين درسوا الإسلام.
يقول مستشرق:(حسب هذا الكتاب جلالا ومجدا أن الأربعة عشر قرنا التي مرت عليه، لم تستطع أن تخفف ولو بعض الشيء من أسلوبه الذي لا يزال غضا كأن عهده بالوجود أمس).
ويقول مستشرق آخر:(ولقد أتى محمد بكتاب تحدى به البشر جميعا أن يأتوا بسورة من مثله، فعاقهم العجز وشملتهم الخيبة
وبهتوا أمام ذلك الإحراج القوي الذي أغلق في وجوههم كل باب).