للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتطلب الإجابة على هذا السؤال العودة قليلا إلى الوراء، عندما انطلقت جحافل المجاهدين في سبيل الله من الجزيرة العربية لنشر الدعوة الإسلامية والتعريف بها. فخاضت حروبها ومعاركها وأيامها بأساليب وطرائق تلاحمت فيها العقيدة القتالية الإسلامية بالعقيدة الدينية لبناء المجتمع الإسلامي، مجتمع السلم والحرب، على أسس مغايرة لكل ما عرفه العالم. وقد أذهلت هذه الظاهرة قادة جيوش العالم في عصر ظهرر الإسلام. وكان من أكثر ما يثير في تلك الظاهرة اندماج طرائق الحرب التقليدية بطرائق الحرب الثوروية - وفق المفهوم الحديث -. ولقد كان التكامل في العقيدة القتالية الإسلامية في طرائقها وأساليبها أمرا غريبا لم يتمكن من فهم أبعاده ومضامينه أعداء العرب المسلمعين. وكان في ذلك بعض عدة المسلمين في حروبهم ضد أعدائهم لنشر رسالتهم فوق أرجاء الدنيا خلال فترة لا تحسب من عمر الزمن بسبب قصرها وبالقياس مع ما تم تحقيقه خلالها من فتوحات ومنجزات أحنى التاريخ هامته إجلالا وإكبارا لها.

وتبغ المد العظيم تحول بطيء وتدريحي. يمكن التعبير عنه بالهجوم المضاد الشامل الذي بدأ بالأندلس الإسلامية، وانتهى بحملات الافرنج الصليبيين على الشرق الإسلامي أيام الحروب الصليبية في بلاد الشام. ورافق هذا التحول ظهور عوامل جديدة ألقت بكل ثقلها على طرائق الصراع وأساليبه في كل أنحاء العالم العربي. الإسلامي، في مشرقه ومغربه. وكان من أبرز هذه العوامل الجديدة انتزاع السيادة البحرية من قبضة المسلمين , ولم يعد البحر الأبيض المتوسط (بحرا شاميا) أو (بحرا إسلاميا) على نحو ما كان عليه طوال أكثر من سبعة قرون. وكان من أبرز هذه العوامل

<<  <  ج: ص:  >  >>