وكان على فرنسا أن تعترف له بالجميل، اعترافها بقوادها الفاتحين، فأقامت له تمثالا في حديقة - ليوتي - بالدار البيضاء -أزيح عنه الستار سنة ١٩٢٢. وكانت الوثنية والبربرية في أفريقيا نقطة الضعف التي ركز التبشير هجومه عليها، والكوة التي نفذ منها إلى القارة.
وكان المبشرون يتطلعون باستمرار في نهم مسعور إلى استغلال الوثنية وتسخير البربرية لخدمة الاستعمار. وهو ما أبرزه بحث ظهر في مجلة - المغرب الكاثوليكي - بعنوان (روح الإنجيل غذاء لروح البربر). جاء فيه:(إن البرابرة قريبون من الإنجيل، وأساطير الإنجيل التي تفيض بحياة الرجل، تصف حياة شبيهة بحياتهم. وأمثال الإنجيل تشبه كثيرا من أمثالهم. وإن حياتنا الخلقية الإفرنسية قد كيفتها وصبغتها المسيحية، فلم لا يكون الإنجيل إذا مركز الاتصال الذي تلتقي به الروح البربرية والروح الإفرنسية اللتان تنشد إحداهما الأخرى). ولم يكن العرب في أفريقيا في مأمن من هذا النهم المسعور، بل هم آخر المطاف للجولة المبيتة، والهدف البعيد لها. ولم يكن الإسلام في معزل عن هذه المساومات الرخيصة. بل كان الغنيمة التي يتحلب لها ريق الصليبية البغيضة، وإنما اتخذت البربرية ذريعة للوصول إلى الإسلام المستعصي. وركز الهجوم على البربرية لاستدراج العرب والتمكن من تلابيبهم، وهو الأمر الذي أكده (الأب فوكو) الذي اشتهرت عنه مقولته التالية: (إن أبناء البرابرة هم فتيان جنس لطيف، وهم مستعدون لقبول الروح اللاتينية التي انتموا إليها في العصور الحالية. إن البرابرة ليسوا متعصبين ولا جاحدين، وإن