ويدرك الشيخ أهمية الكلمة، فيعمل على إصدار (الشهاب). ثم (المنتقد) ويحدد لهما هدفهما (لسان الشباب الناهض بالقطر الجزائري) و (الوطن قبل كل شيء) ويقف بعد ذلك وقفة المتأمل - أو بحسب اللغة العسكرية (إعادة تقويم الموقف) - ليرى حصالة جهده، فيقول:(أعلن - الشهاب - من أول يوم، و- المنتقد - الشهيد قبله، سنة ١٩٢٤ أنه - لسان الشباب الناهض بالقطر الجزائري. ولم يكن يوم ذلك من شباب إلا شباب أنساه التعليم الاستعماري لغته وتاريخه ومجده، وقبح له دينه وقومه. وقطع له من كل شيء - إلا منه - أمله. وحقره في نفسه تحقيرا) و (أعلن - الشهاب - من أول يومه، و - المنتقد - الشهيد قبله - أن - الوطن قبل كل شيء - وما كانت هذه اللفظة يومئذ تجري على لسان أحد بمعناها الطبيعي والاجتماعي العام. لجهل أكثر الأمة بمعناها هذا، ولخوف أقلها من التصريح به)(١).
وشعر يهود قسنطينة بخطورة ذلك النور الذي يشع من (الجامع الأخضر) فأخذوا - كعادتهم - في الكيد له، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم وأبى الله إلا أن يتم نوره - ويشتد بهم الغيظ والحقد، حتى إذا جاء صيف سنة ١٩٣٤، أقدم يهودي على استفزاز المسلمين عندما مر (بالجاح الأخضر) فشتم من به من المسلمين، وتطاول على شخصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. وحدث الانفجار الدموي الرهيب بين المسلمين واليهود.
(١) صفحات من الجزائر - الدكتور صالح خرفي. ص ٨٠ - ٩١ (عبد الحميد بن باديس والعروبة).