للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي ربط العروبة بالدين واللغة: (أيها الناس، الرب واحد، والأب واحد، والدين واحد، وليست العروبة بأحدكم من أب ولا أم، ولكنها اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي).

وما كانت هذه الصرخة التي انبرى لها رسول الله، مغضبا يجر رداءه، ونادى لها (الصلاة جامعة) إلا ردا حاسما على التطرف العرقي في (قيس بن مطاطيه) الذي أراد حرمان سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي من شرف العروبة - فيضيف - ابن باديس - قوله: (كون رسول الإنسانية، ورجل القومية العربية أمته هذا التكوين المحكم العظيم، ووجهها لتقوم للإسلام والبشرية بذلك العمل الجليل. فلم يكونها لتستولي على الأمم، ولكن لتنقذهم من سلطة المستولين على مقدرات العباد باسم الملك أو باسم الدين. ولم يكونها لتستخدم الأمم في مصالحها، ولكن لتنهض بهم من دركات الجهل والذل والفساد إلى درجات العز والصلاح والكرامة. وبالجملة لم يكونهم لأنفسهم بل للبشرية جمعاء).

ويعود ابن باديس، فيطلق لسانه بالدعاء الصاعد من أعماق نفسه، مبتهلا الله في أن يحييه لخدمة العروبة، وأن يميته في خدمتها، مقتفيا بذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: (هذا هو رسول الإنسانية، ورجل القومية العربية، الذي نهتدي بهديه، ونخدم القومية العربية خدمته، ونوجهها توجيهه، ونحيا لها ونموت عليها، وإن جهل الجاهلون وخدع المخدوعون واضطرب المضطربون - سنة ١٩٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>