للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويلفتون نظر إخوانه المشارقة إلى ما فيه من معادن للعلم والفضيلة ومنابت للعز والرجولة. ومعاقل للعروبة والإسلام) (١).

...

كل ذلك (وجمعية العلماء المسلمين) ماضية قدما إلى الأمام بفضل توجيه رئيسها الشيخ - ابن باديس - وذلك لتنفيذ أهدافها الواضحة، وأبرزها:

أولا: تطهير الدين الإسلامي مما ألحق به الاستعمار من خرافات وبدع، وإيقاد شعلته الوضاءة التي بذل الاستعمار لإخمادها كل جهد مستطاع. ولم يتورع عن اقتراف أفظع الجرائم لإطفاء هذا النور الإلهي - ويأبى الله إلا أن يتم نوره -.

ثانيا: بعث اللغة العربية وإحياؤها بعد أن جد الاستعمار لوأدها ودفن حضارتها.

ثالثا: العمل بصورة سرية - حتى لا تتعرض الجمعية للملاحقات البوليسية التي تشل نشاطها - وذلك من أجل خلق تيار تحرري، والوقوف جنبا إلى جنب مع الأحزاب الوطنية المنادية بالاستقلال والسيادة. ويبرز هذا الهدف في مقولة ابن باديس: (إن الدولة الجزائرية لم تزل حية طالما أنها محافظة على دينها ولغتها) (٢).

نشأ بنتيجة ذلك صراع عنيف بين جمعية العلماء من جهة،


(١) صفحات من الجزائر. (الدكتور صالح خرفي) ص ٧٩ - ٩١ و ٣٣٤ - ٣٣٥.
(٢) الثورة الجزائرية (أحمد الخطيب) ص ١٢٢ - ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>