للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاستعمار الإفرنسي ومبشريه وبعض الزوايا والطرقيين من جهة أخرى - كما سبقت الإشارة إليه -. وتطور هذا الصراع بعدئذ، ولجأت الإدارة الإفرنسية إلى استخدام كل ما تختزنه من أسلحة الدس والغدر. فأخذت في تحريض الطرقيين وأصحاب الزوايا (كالعلويين والشاذليين والقادريين) على جمعية العلماء وأتباعها، مخوفة إياهم من السير في ركابها، لأن مبادءهم ستطيح حتما بمراكزهم الدينية القائمة على التزييف والباطل، وستقطع عنهم الزيارات التي تتوقف عليها رفاهيتهم، وصورت لشيوخ هذه الطرق والزوايا كيف أن موارد عيشهم، ومصادر رفاهيتهم ستزول إذا انتصرت مبادىء جمعية العلماء الإصلاحية. وزينت لهؤلاء الشيوخ فضائل مقاومتهم لهذه الجمعية الناشئة، واصفة علماءها وأتباعها بالكفر - الزندقة - لأنهم لا يقيمون الولائم العامة - أوكار الدعاية الاستعمارية المسماة بالوعادي - ولأنهم لا يزورون الأولياء. وهذا وتر حساس أجاد الاستعمار في بادىء الأمر الضرب عليه لأن الجزائريين لهم تعلق كبير بالأولياء، حتى إنهم أصبحوا يقيمون على قبر كل رجل صالح قبة، ويولمون على روحه الولائم السنوية. ويقصده الزوار من كل مكان ملتمسين بواسطته الخير والبركة.

وأخذ الاستعمار - داخل نطاق سياسته التضليلية - بالإساءة إلى سمعة الأولياء الصالحين. فراح يختلق الأكاذيب والبدع. مدعيا أن (الولي فلان) يحيي الموتى، ودخل من يشاء إلى الجنة. وأن (وليا آخر) يختص بشفاء المرضى ... وهكذا دواليك ..

وكان هدف الدوائر الاستعمارية من ذلك (تأليه أصحاب

<<  <  ج: ص:  >  >>