للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القبب). وتضليل المسلمين الجزائريين عن جوهر دينهم حتى يسهل تنصيرهم بعد أن يصور لهم أن الإسلام عبارة عن (دين خرافي). وأسرعت جمعية العلماء لمعالجة الموقف قبل فوات الأوان. فراح علماؤهم يخطبون في الناس هادينهم سواء السبيل، موضحين لهم مبادىء الجمعية التي ما أنشئت إلا للمحافظة على الدين القويم، وحمايته من البدع والأساطير التي ألحقها به المستعمرون الإفرنسيون لأغراض خبيثة في نفوسهم. واشتد الصراع حين شعر أفراد من الشعب بفداحة الخطر الداهم على دينهم، إذا لم يأخذوا بيد العلماء الأحرار، ويعملوا على دعمهم. وعرفت الإدارة الاستعمارية أن شوكة العلماء وجمعيتهم تتزايد قوة يوما بعد يوم، وأن مواعظهم تجد آذانا صاغية لدى جماهير الشعب. فأصدر سكرتير الأمن العام في الجزائر - ميشيل - تعليماته المشددة (لمراقبة جمعية العلماء مراقبة دقيقة) و (حرم في هذه التعليمات على غير الإمام أو المفتي المعين من الإدارة الخطبة في الجامع) وحتى يشرف بنفسه على تنفيذ هذه الأوامر، عين نفسه (رئيسا للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية). وبدأ أفراد الشعب يصحون من سباتهم العميق وينضوون تحت لواء جمعية العلماء الآخذ في اكتساح البلاد.

ازداد عويل الاستعمار. وكثرت ضغائنه وأحقاده، ولم يحجم عن تدبير مؤامرة لاغتيال رئيس الجمعية - الشيخ عبد الحميد بن باديس -. وتعهد بتنفيذ هذه المؤامرة أتباع العلويين إلا أن هذه المؤامرة باءت بالفشل. وقبض أنصار بن باديس على المجرم، وكادوا يفتكون به لولا أن ردد الشيخ عبد الحميد قول النبي

<<  <  ج: ص:  >  >>