الأعظم صل الله عليه وسلم:(اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).
واستمرت جمعية العلماء في جهادها، وهي تصل الليل بالنهار، حتى تبعد خطر الإلحاد عن الشعب. وأبت جمعية العلماء أن ينحصر عملها في قاعدتها (جامع سيدي الأخضر بقسنطينة) فأوقدت البعثات العلمية إلى المدن والأرياف، داعية المواطنين إلى اقتفاء سيرة السلف الصالح منبهة القوم إلى مغبة ما يحل بهم، إذا هم ساعدوا الاستعمار الإفرنسي بطريقة غير مباشرة على نشر سياسته الإلحادية. وقد صادفت هذه البعثات في طريقها عقبات ومشقات، وتحملت عذابا وإهانات كالها عليها البوليس الإفرنسي وأنصاره. إلا أنها خاضت جميع هذه المخاطر بإيمان قوي وعزيمة صلبة.
يمكن هنا وفي مجال التعرض لأساليب الإدارة الإفرنسية في محاربة جمعية العلماء، ذكر حادثة مقتل (الشيخ ابن دالي عمر -الملقب بـ: كحول) والذي كان الإفرنسيون قد نصبوه إماما للمسجد الأكبر بالعاصمة - الجزائر -. فعلى أثر عودة ابن باديس ووفده من باريس، دفعت فرنسا بهذا الشيخ لإرسال برقية إلى الحكومة الإفرنسية (تتضمن عبارات قاسية ضد الوفد، والمؤتمر الذي عقده العلماء، ويتبرأ منهم، ويؤكد إخلاص المسلمين لفرنسا وموالاتهم لها). وأعقب ذلك تعاظم النقمة ضد هذا الذي انتحل لقب (مفتي الجزائر). فبات رجل الشارع الجزائرى يوجه أبشع الإهانات وأقذعها لهذا الخائن. وزاد الموقف توترا بسبب