للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اجتماع للعلماء في تلك الفترة، وقف الشيخ العقبي ليبادر إخوانه العلماء بقوله: (أرى أنه يجب علينا إرسال برقية إلى رئيس حكومة فرنسا، نظهر له فيها صدق عواطف الشعب الجزائري، ووقوفه مع فرنسا ضد كل عدوان) وتصدى له كل رجال الجمعية، وخاصة ابن باديس العظيم، الذي قال له: (كيف نكون مع فرنسا وهي التي لم تقم لنا وزنا، ولم تعترف لنا بحق، وأمعنت في إهانتنا واحتقارنا. فكيف تجدنا ساعة الخطر أعوانا وأنصارا؟ يجب علينا أن نسكت عنها إطلاقا ولا نقول لها كلمة).

...

هنا لا بد من مقارنة موقف الشيخ العقبي بموقف الشيخ التبسي. فعندما اندلعت نار الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٣٩، طلبت الولاية العامة بالجزائر إلى مختلف الهيئات والشخصيات الجزائرية أن يعلنوا للناس في الداخل والخارج عن ولائهم لحكومة فرنسا وإخلاصهم لها. وعلى هذا الأساس جاء ضابط كبير في الجيش الإفرنسي إلى الشيخ العربي التبسي - بتبسة - يسأله أن يدلي بتصريح يذاع بالإذاعة - الراديو - وينشر في الصحف. يؤكد فيه تأييده لفرنسا في حربها ضد الألمان. ولكن الشيخ العربي، أرفع وأجل من أن يمكن الاستعماريين من تحقيق هذه البغية الآثمة الدنيئة. فقفل الضابط الإفرنسي خائبا يجر أذيال الفشل. إذ أفسد الشيخ العربي على الاستعماريين خطتهم الرامية إلى إخضاع الشيخ عبد الحميد بن باديس كرئيس لجمعية العلماء بواسطة أحد إخوانه. وإثر هذا الحادث، جاء الشيخ العربي إلى قسنطينة،

<<  <  ج: ص:  >  >>