ذلك بعد يومين من الاعتقال. وإذا بمؤسسة الصحافة الإفرنسية، وهي هيئة رسمية - تبادر بإذاعة بلاغ على العالم تزعم فيه أن الشيخ العربي التبسي قد اختطف من قبل مجهولين. ويظهر من هذا البلاغ المضلل - أنها محاولة لتبرئة فرنسا من القضية.
وجمعية العلماء، تذيع على العالم أجمع أن الإدارة الإفرنسية، المدنية والعسكرية، مسؤولة مسؤولية كاملة في قضية فضيلة الشيخ العربي، وتخشى أن تكون قد اغتالته يد العدوان أو مات تحت التعذيب، ولم يمكنها أن تدعي أنه حاول الفرار، أو افتكاك السلاح من يد الجنود فقتل. كما لم يكن بمقدورها أن تدعي أنه انتحر، وهو مقيد اليدين والرجلين، بعد افتضاحها في قضية الشهداء: ابن مهيدي وبو منجل والعمران، فاخترعت هذه الدعوى لتبرر تنصلها من المسؤولية وعدوان أعوانها. وتلاحظ الجمعية أن فضيلة الشيخ العربي، كان في الزمن الأخير قبلة أنظارهم، ومحط آمالهم، لعلهم يجدون منه لينا أو تفهما يشجعهم على اتخاذه المفاوض الصالح للفت من عضد الثورة، وتشتيت شمل الشعب. فما وجدوا فيه إلا الصلابة والحزم والتضامن الكامل مع شعبه المجاهد وجيش التحرير المحارب وجبهة التحرير المناضلة.
لقد زعم بعض المسؤولين، أن الشيخ ربما اختطف من قبل رجال الإرهاب المضاد ثم زعموا في بلاغ أنه اختطف من طرف مجهولين. ثم بدأت بعض التعليقات الصحافية تزعم أن الذين اختطفوه هم الإرهابيون (وهي الصفة التي كانت تطلقها الإدارة