المدعي منهم بأنه أقرب إلى فلاح ثري ملحد أو أوروبي، منه إلى العامل الزراعي المؤمن الجزائري: يعني أنه يرسم حدا خاطئا على الصعيد السياسي - وأنه يثير جدلا بيزنطيا بتجاهله للعدو الرئيسي الذي هو (النظام الاستعماري، مصدر الجهل والظلامة). وتصريح هذا المدعي، بأنه مفكر (حر) دون أن يكافح في سبيل فصل الكنيسة عن الدولة فصلا حقيقيا، ونسيانه حتى مساعدة المسلمين لنيل الحرية الدينية , وبشكل أخص وقوفه ضد التدخل الإفرنسي لاختيار رجال الإمامة والإفتاء الذين يعينهم حاكم مسيحي أو يهودي أو ملحد - دون إله - وهذا كله يعني رفض الدفاع عن أكثر الحقوق بداهة: حرية الضمير. يعني رفض الدفاع عن (الديموقراطية)، والامتناع عمليا عن المساس بمؤسسات الظلم الاستعماري، والمشاركة في ترسيخ الركود الاقتصادي والاجتماعي وازدياد التخلف الإيديولوجي.
٣ - محاربة الإيديولوجية الاستسلامية (أمام صعوبات الثورة المسلحة) وهي الأيديولوجيا التي كانت تشل الثوريين - ذوي الأغراض - سواء في الحزب الشيوعي الجزائري، أو في الحركة الوطنية الجزائرية (والتي كانت تمثلها قيادة الحاج مصالي). وكان هؤلاء الإيديولوجيون يجدون لهم غطاء في مقولات ذات ظواهر براقة - لامعة - تزوغ لها الأبصار الضعيفة - ومنها على سبيل المثال:(إذا كان (الاستراتيجيون) غير موجودين إلا في الحزب الشيوعي الجزائري والحركة الوطنية الجزائرية، فإن ذلك يعني بأن كل عمل مستقل عنها محكوم عليه بالفشل مسبقا ... فالثورة فن لا يعرفه غير الأعضاء