الرجعية أيضا قاعدتها الاقتصادية القائمة على الملكية العقارية الواسعة، والتي كانت تستغل المزارعين الذين لا أرض لهم، أو الفلاحين المعوزين. ولقد خلق الاستعمار طبقة من كبار الملاكين، وشجعها بواسطة منح يجريها على الموظفين من إداريين ورجال دين. أو بواسطة اختلاسات كانت تجري عنوة. وكان غرض المستعمر هو أن يرتبط بفئة ثابتة على الصعيد الاقتصادي والسياسي. وأن يستخدم تأثيرها الإداري أو الديني، للسيطرة على الفلاحين الفقراء، أو المتوسطي الحال. ويراقب غالبية الشعب الجزائري. وكانت الرجعية الدينية تحرص أيضا على بقاء الهوة القائمة بين الريف والمدينة، وذلك نظرا لما كانت تتمتع به المدينة من سبق في التطور سواء في مجال الوعي الديني أو الوعي السياسي، أو في الوعي الطبقي والعاطفة القومية (١).
وليس من الغريب بعد ذلك أن تنحدر حركة مثل حركة (المرابطين) إلى مجرد حلقات للدراويش أو الحواة، أو صانعي التمائم والتعاويذ التي تبعد (العين الشريرة) والفقر والمرض والضعف والعقم ... بعد أن كانت لعهود طويلة حركة (رائعة للجهاد) تألقت في سماء المسلمين عندما قام رجالها بالدفاع عن .... (أندلس المسلمين) وعندما تصدوا لهجمات الغزاة الصليبيين الإسبانيين طوال ثلاثة قرون (في أعقاب سقوط دولة المسلمين في الأندلس) ثم في مجابهة الحملات الأولى للغزو الإفرنسي. وليس من الغريب بالمقابل، بل أنه أمر متوقع جدا،