بقي حزب الشعب، حتى تلك الفترة، حزبا شرعيا، ولم تكن مكافحة إلا لتزيده نموا ونشاطا، ذلك إن القمع الإرهابي الذي مارسته الإدارة الإفرنسية ضد مجاهديه، قد دعمت من وجوده، وأكسبته تعاطف الجماهير معه، وبدأ أعضاؤه في التكاثر في كل أقاليم الجزائر وفي العاصمة الجزائر وضاحيتها بصورة خاصة، وفي بليدة وتلمسان ووهران وقسنطينة وعين بيضاء بعد أن كانوا يقتصرون على العمال المهاجرين في فرنسا.
أجريت انتخابات تكميلية لمجلس بلدية الجزائر، وفازت قائمة (أحمد بومنجل) التي كان يساندها حزب الشعب بأكثرية ساحقة وذلك للمرة الأولى. وفشلت للمرة الأولى أيضا، وأزيحت من المسرح السياسي الأسر البورجوازية التي كانت تتطاحن منذ سنوات فيما بينها في معركة لا معنى لها، ومن هذه الأسر (آل شقيقن) و (بودريا) و (حافظ) و (تمزالي) و (طيار) و (بنتامي) و (بن سماية) و (ولد عيسى) و (بن سيام) إلخ ... فقد أدار أهالي (حي القصبة) في العاصمة الجزائر ظهورهم لسياسة الأسر الكبيرة، لينضم نهائيا إلى صف الأحزاب ذات الاتجاهات السياسية العقائدية. وتدعم هذا التطور في شهر نيسان - أبريل - من سنة ١٩٣٩، في انتخاب مجلس مدينة الجزائر العام، فبالرغم من الضغط الذي تعرض له الناخبون من قبل المحافظة والحكومة، فاز مرشح حزب الشعب الجزائري (دوار محمد) الذي اعتقل بعد ذلك ومات في السجن.
أصدر (حزب الشعب) في تلك الفترة صحيفة أسبوعية باللغة الإفرنسية حملت اسم (البرلمان الجزائري). وكانت هذه