الاستقلال الوطني من منطقة إلى أخرى - دون قصد منها -وفي الجامعات والمدارس انخرطت الشبيبة بأكثريتها الساحقة في الحركة القومية، وتغيرت الأخلاق بتغير الزمن، حتى إنه كثيرا ما أخذت تظهر خلافات سياسية بين الأب وابنه. وكانت الأجيال الجديدة تتغنى بتيارات العصر المحرقة، وتتجه إلى المساهمة في الحرب الفكرية - العقائدية - التي أخذت تجتاح العالم وتعمل على تقسيمه وتمزيقه. وقد خرج معهد (بليدة) عددا كبيرا من القوميين النشيطين من بينهم (سعد دحلب) و (محمد يزيد) و (بن يوسف بن خدة) وبعدهم (رمضان عبان). كما خرج غيره من المعاهد العربية الإسلامية شبانا آخرين، مثل الصديق وآية أحمد وبن بيلا وشنتوف ومصطفاي وسواهم ممن انضموا إلى صفوف الدعوة السياسية الجديدة فقويت بهم وازدادوا قوة بها. وغدت (لحزب الشعب الجزائري)، إدارة جديدة تقود مصيره بصورة سرية، وكانت هذه الإدارة على اتصال بمحكومي آذار - مارس - ١٩٤١ (مصالي الحاج وزمرة قيادته). وكان من أبرز عناصر الإدارة الجديدة: الدكتور الأمين دباغين وأحمد مزغنة ومكري حسين، وحسين أصلح.
...
انتهت الحرب العالمية الثانية، وعاد (مصالي الحاج) وأنصاره إلى خوض المعترك السياسي. واشتركوا في أول انتخابات جرت في عهد الجمهورية الرابعة. فبعد أن أطلق سراحه عند انتهاء الحرب بصورة رسمية، منع من دخول المدن الكبرى في الجزائر، وفرضت عليه الإقامة الإجبارية - تحت