المراقبة في قرية (بوزريعة) القريبة من مدينة الجزائر، وذلك في تشرين الأول - أكتوبر - من عام ١٩٤٦. وقام مصالي في هذه الآونة، يحيط به أنصاره من أمثال الدكتور الأمين دباغين وحسين الأحول وأحمد مزغنة ومحمد خيضر بتأسيس (حركة انتصار الحريات الديموقراطية).
كانت (حركة انتصار الحريات الديموقراطية) التي حلت محل (حزب الشعب الجزائري) - الذي كان لا يزال منحلا. تؤيد إنشاء جمعية تأسيسية جزائرية، ذات سيادة منتخبة على أساس الاقتراع العام، دون تمييز من أي نوع، وجلاء الجيوش الإفرنسية عن الجزائر، وإعادة الأراضي التي انتزعت، وتعريب التعليم الثانوي، وعودة المساجد إلى الأشراف الديني البحت. وقرر مصالي أن يشترك في انتخابات شهر تشرين الثاني - نوفمبر - ليضع هذا البرنامج أمام الشعب الجزائري، وليختبر فكرة استقلال الجزائر عن طريق صناديق الانتخاب. ولذلك رفض محاولات الحزب الشيوعي الجزائري، الذي كان واقعا تحت تأثير ضغط شديد من الطائفة الانتخابية الأولى، للاشتراك في (جبهة متحدة) تشمل الشيوعيين، وحركة انتصار الحريات الديموقراطية، والاتحاد الديموقراطي لأنصار البيان الجزائري وجماعة العلماء. وأسف فرحات عباس (الاتحاد الديموقراطي لأنصار البيان) لموقف مصالي، ولكنهم قرروا عدم الاشتراك في الانتخابات تحاشيا لوقوع الانقسام في صفوف القوميين وتهيئة فرصة لمصالي كان قد فشل فيها. وجاءت نتائج الانتخابات في الطائفة الثانية مخيبة لأمل (حركة انتصار الحريات الديمقراطية - مصالي الحاج) إذ حصلت على خمسة مقاعد،