وأظهرت اهتماما أكبر بالشؤون الخارجية من الاهتمام الذي أظهره زعماء (الاتحاد الديموقراطي لأنصار البيان). وقد يكون من المناسب هنا التوتف قليلا عند وجهات نظر اللجنة المركزية، تجاه كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بالنظر إلى أهميتها المقبلة في سياسة (جبهة التحرير الوطني الجزائرية) نتيجة انضمام عدد كبير من أعضاء (اللجنة المركزية) إليها. فقد ذكرت اللجنة عن السياسة السوفياتية ما يلي:
(... من المهم أن نلاحظ أن التأثير الشيوعي، على الرغم من تبنيه للقضايا الوطنية في آسيا، وانتقاله منها إلى مرحلة الصراع الطبقي، يتوقف جملة في آسيا على حدود الدول الإسلامية. وتتخذ السياسة السوفياتية موقف المؤيد بصورة عامة لجميع حركات التحرر في البلاد الخاضعة للاستعمار، ومثل هذا الموقف الذي لا يتطلب أي مجهود خاص، هو موقف أسلوبي - تكتيكي - مجرد، يتخذ بهدف إضعاف الدول الغربية. وتستهدف هذه السياسة حقيقة إقامة الفرصة لتقوية الأحزاب الشيوعية المحلية. وهذا الأسلوب (التكتيك) الذي نجح في الهند الصينية والملايو وربما الهند، لم ينجح في البلاد الإسلامية المماثلة، ولا سيما في أندونيسيا وإيران).
ورأت اللجنة أن سياسة الولايات المتحدة تنطوي على نفس التوسعية السياسية والعقائدية الموجردة في السياسة السوفياتية. وكانت وسائل العمل الأولى التي اختارتها الولايات المتحدة، إعادة بناء أوروبا اقتصاديا عن طريق مشروع مارشال، ثم مشروع النقطة الرابعة، وهي وسائل ضعيفة لم تفلح في