(الجبهة الإسلامية). وأدت النداءات التي كان يوجهها الجنرال ديغول من لندن، طالبا مقاومة حكومة فيشي، إلى استجابة الكثيرين من الجزائريين للمقاومة.
نزلت القوات الأنكلو - أمريكية على أرض الجزائر يوم ٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٤٢، فيما كانت إذاعات لندن وموسكو وواشنطن تكثر نداءاتها لصالح حرية الإنسان، والمساواة بين الشعوب، فكانت بذلك تساهم مساهمة كبرى في إيقاظ وعي الشعوب سياسيا - لا سيما شعوب أفريقيا وآسيا الخاضعة للاستعمار. فقد أخذت الشعوب المستعمرة تدرك حقوقها، وتشعر بقوة شخصيتها، وترفع رأسها متطلعة نحو مستقبلها. ويفسر ذلك - جزئيا - حماسة أبناء الجزائر الكبرى لنزول قوات الحلفاء على أراضيهم. وكانت فرنسا الحرة - بقيادة ديغول - تحتاج لدعم كل قدرة بشرية ممكنه للإسهام بالمجهود الحربي، مما ساعد الجزائريين على بذل محاولة لطرح الشروط التي كانوا يعتبرونها مناسبة كضمان مقابل جهودهم وتضحياتهم. وقدم (فرحات عباس) مع عدد من كبار الممثلين الجزائريين المنتخبين، في كانون الثاني (يناير) ١٩٤٢ سلسلة من المطالب إلى (السلطات المسؤولة). وقد رفضت هذه السلطات فورا - الرسالة الأولى - التي وجهها ممثلو الجزائر، لأن الإفرنسيين رأوا أنها وجهت إلى السلطات الأميركية وغيرها، ولأنها جعلت اشتراك