للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نريد اندماجا، ولا نريد سيدا جديدا، ولا انفصالا. وإنما نريد شعبا فتيا يتولى تثقيف نفسه اجتماعيا وديموقراطيا، محققا لها التطور الصناعي والعلمي، وحاملا رسالة بعثها فكريا وخلقيا، مرتبطا بشعب عظيم متحرر الفكر. نريد ديموقراطية فية في نشأتها، توجهها الديموقراطية الإفرنسية العظيمة. هذه هي الصورة بل التعبير الواضح لحركتنا الرامية لبعث الجزائر). ووصل إلى النقطة الدقيقة والحساسة من ندائه فقال: (وإذا لم تتمكن الشبيبة الجزائرية من التغلب على الفروق العنصرية القائمة بينها، فإنها ستنتهي إلى انتحار أخلاقي بصورة حتمية، مثقلة بالنتائج ... وإذا لم يتخلص الأوروبيون في الجزائر من مركبات الاستعمارية والاسعلاء التي تلازم الفاتح المحتل، فلن يكون بالمستطاع إقامة أي مجتمع جزائري).

قرر حزب (الاتحاد الديمرقراطي لأنصار البيان الجزائري) الاشتراك في انتخابات الجمعية التأسيسية الإفرسية الثانية. وكان نجاح حملته الانتخاية رائعا حيث حصل على أحد عشر مقعدا من مجموع ثلاثة عشر مقعدا - لدوائر انتخابات الدرجتين - مع واحد وسبعين بالمائة من مجموع الأصوات. وقد مثلت هذه الانتخابات قمة قوة الحزب في الجزائر. بينما ظهر بوضوح أن الجماعات المطالبة بالاندماج، قد فقدت التأييد الذي كان لها في وسط جماهير الناخبين. وسرعان ما أوضح فرحات عباس موقفه بعد الانتخابات من المستقبل الفوري للجزائر. فقد واصل حملته على الدمج، وأكد وضوح الشخصية الجزائرية وأصالتها. ولم يؤيد قيام دولة إسلامية في الجزائر. وإنما أيد قيام دولة جزائرية

<<  <  ج: ص:  >  >>