الإنسان ذات يوم، ليجد أن الجزائر قد انتقلت إلى صف الكتلة الشرقية، وسينتهز البعض آنذاك الفرصة للحديث عن التنكر للجميل، والبكاء على الآمال الضائعة، دون أن يكلف نفسه عناء التفكير في الأسباب والعوامل التي أدت إلى مثل هذا السلوك. وقد يحاولون آنذاك إيجاد الأعذار لتخفيف الذنوب والندامة، ولكن بعد فوات الأوان. ولا ريب في أن الخيار الذي يمليه اليأس، لا يمكن إلا أن يكون خيارا ضد فرنسا).
وأدى عجز الاتحاد الديمرقراطي لأنصار البيان الجزائري عن الإسهام في حياة الجزائر السياسية، عن طريق تمثيله في الجمعية الجزائرية، وعجزه عن إرضاء مطالب أعضائه العادلة، إلى خلق أزمة خطيرة وحادة في صفوف الحزب. ولما كان هؤلاء يؤيدون الثورة عن طريق التطور، فلم يكن من السهل عليهم أن يبحثوا عن سبل أخرى غير المنظمات البرلمانية التي وقفوا أنفسهم عليها.
انضم الاتحاد الديموقراطي في عام ١٩٥١، إلى أحزاب المعارضة الأخرى في محاولة للحصول على القوة عن طريق الاتحاد. واشترك الاتحاد مع حركة انتصار الحريات الديموقراطية - مصالي الحاج - وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين - الشيخ الإبراهيمي - والحزب الشيوعي الجزائري. وشكل الجميع (الجبهة الجزائرية للدفاع عن الحرية واحترامها). وحددت هذه الجبهة أهدافها بالتالي: (
١ - إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في حزيران - يونيو - ١٩٥١.