للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحزب الشيوعي لم يفلح في إقناع أعضائه الأوروبيين بأن الجزائريين في حاجة إلى تحرر وطني. ومع ذلك فقد وجد الاتحاد الديموقراطي أن التعاون مع الشيوعيين على الصعيد البرلماني - أمر معقول للغاية). وشعر الاتحاد بالنسبة إلى (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) باشتراك وثيق معها في المصالح، للدفاع الدائم عن الدين الإسلامي والدفاع عن اللغة العربية. واتفق الاتحاد الديموقراطي مع حركة انتصار الحريات الديموقراطية في ضرورة قيام اتحاد مع أقطار المغرب العربي الإسلامي - شمال أفريقيا -. ولكنه اختلف معها في أفضل الوسائل لتحقيق الاستقلال. فقد بقي فرحات عباس مؤمنا بالتطور. بينما بقي (مصالي الحاج في أعماقه إنسانا ثوريا.

أخذت قوة الاتحاد الديموقراطي وحماسه للعمل يضعفان في بداية الحقبة المبتدئة بعام ١٩٥٠. وفي المؤتمر الذي عقده منفذو الحزب في مدينة الجزائر في نيسان - أبريل - عام ١٩٥٤، أشار فرحات عباس إلى النضال العملي الذي تقوم به تونس والمغرب ضد فرنسا، بينما تبدو الجزائر هادئة تماما ومضى إلى القول: (وفي الحقيقة فإن النقمة الشعبية عميقة الجذور، ولا ريب في أن الأيام المقبلة مشحونة بالنذر القاتمة ... ولقد أصبح القانون الأساسي لعام ١٩٤٧ وثيقة ميتة، وهناك شبه إجماع بين الممثلين الجزائريين، في جميع المجالس المنتخبة، بأن سلطات الإدارة الإفرنسية في الجزائر تتصرف وفق أهوائها. وإذا استمرت باريس في رفضها القيام بدور الحكم، وإذا استمرت في دعمها لأعمال خرق القانون. أفلا يكون من حق الجزائريين

<<  <  ج: ص:  >  >>