للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشروع، أن يلجؤوا إلى آخر سبيل مشروع، وهو القوة؟) وتحدث عن دور الاتحاد الديموقراطي فقال: (يجب أن نقسم بأن سياسة التعمية الهائلة، والتدليس الشرير، التي غدت الجزائر ضحية لها منذ إعلان الإصلاحات، قد جعلتنا نختفي تقريبا. ولا ريب في أن من الواضح أن حزبا تقدميا أقام أعماله على أساس احترام الشرعية، ويخاصم الآخرين ويخالفهم تأييدا لفكرته - بالثورة عن طريق القانون - لا يستطيع أن يحرز أي تقدم، عندما تجعل السلطات العامة من مؤسسة الدولة مظهرا استبداديا. هذه هي مأساة حزبنا كلها). ومع ذلك فقد مضى عباس فرحات إلى القول: (إن مفهومنا للجزائر هو أن ترتفع إلى مرتبة الجمهورية التي تعمل على أن تكون نقطة التقاء بين الاسلام والمسيحية، مع ما ينطوي عليه هذا المفهوم من عزيمة مشتركة صادقة على العيش معا، والتعايش، كأساس ممكن تحقيقه ولا مناص منه). وخطط عباس فرحات لحزبه مهامه المستمرة في أن تكون إرضاء المطالب الفورية والدفاع عن المصالح الحيوية للطبقات العاملة، والاتصال بجماهير المسلمين وجموع الفلاحين ممن يصعب الوصول إليهم والاتصال بهم. وإقناع الأوروبيين ولا سيما الفقراء من المستوطنين بأنهم أيضا من ضحايا الإقطاعيين الأثرياء.

وجه , (فرحات عباس) وحزبه، في الأشهر القليلة التي سبقت الثورة، عدة نداءات إلى فرنسا لأنها، حكمها الاستبدادي في الجزائر، وإقامة تعاون أخوي، والدعوة إلى مؤتمر في باريس، يمكن للمصالح المتضاربة في الجزائر أن تلتقي فيه. وأن تواجه

<<  <  ج: ص:  >  >>