للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضها بعضا في جو سلمي. ولكن - جميع هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح. وفي تشرين الأول - أكتوبر - أشار عباس فرحات إلى أنه قد يمضي وقت طويل قبل أن تظهر إلى الوجود الجمهورية الجزائرية. وأنه يتحتم على (الاتحاد الديموقراطي لأنصار البيان الجزائري،، في غضون ذلك أن يعيد تنظيم جهازه. وأظهرت مالية الحزب عجزا كبيرا. وعلى الرغم من جميع هذه النذر والإشارات، فقد بوغت الاتحاد الديموقراطي بنشوب الثورة عندما أعلنت فعلا.

يظهر العرض السابق أن السبب الأساسي لأزمة (معتدلي الاتحاد الديموقراطي) يعود إلى سياسة فرنسا الاستعمارية. فإن عناد فرنسا وإهمالها أدى إلى استقطاب الرأي العام الجزائري في اتجاه واحد هو اتجاه الثورة. ولم يعد هناك مجال للوطنية المعتدلة للبقاء بين جماعة (الأمعات) من مؤيدي فرنسا، وكان حتما لهذه الوطنية أن ترفد الثورة بقوتها، وبما توافر لها من عناصر مثقفة، كان لها دورها الكبير في توسيع القاعدة الاجتماعية للثورة.

...

هنا، ومع انفجار الثورة، تجدر الإشارة إلى موقفي زعيمي التكتلين الرئيسين - موقف مصالي الحاج - زعيم حزب الشعب الجزائري (ثم حركة انتصار الحرية والديمرقراطية) وموقف عباس فرحات، زعيم حركة (الاتحاد الديموقراطي لأنصار البيان الجزائري). وفقا لما تتضمنه مقولتين فقط - في

<<  <  ج: ص:  >  >>