وإما أن يكون استقلال تونس والمغرب مجرد سراب خادع. لقد توحدت الآن جميع القوى الوطنية المجاهدة ضد الاستعمار في سائر بلاد المغرب العربي - الإسلامي - تحت قيادة موحدة. ولن تكون هناك بعد اليوم خلافات حزبية أو سياسية في الجزائر. لقد صهرت بوتقة الجهاد الجميع ضد العدو المشترك. إنني أعلن هنا، وعلى رؤوس الأشهاد، بأنه لن يكون بعد اليوم سلام أو هدنة أو هوادة، بل شدة متزايدة في الكفاح الذي فرضه الاستعمار علينا فرضا، إلى أن يتم القضاء على جميع المستعمرين الإفرنسيين، والمرتزقة العاملة في خدمتهم، وتتحرر الجزائر تحررا تاما).
ووجه الزعيم (فرحات عباس) حديثه إلى الأقلية الأوروبية، فكان فيما قاله:(إذا انسحبت الجيوش الاستعمارية وأذنابها من الوطن الجزائري على الفور، وإذا لم تقم فرنسا بأي أعمال انتقامية ووحشية ضد المواطنين الجزائريين الأبرياء، فإن جيش التحرير الوطني سيضمن لكم الحرية والأمن والمساواة. أما إذا أصرت الجيوش الإفرنسية على متابعة أعمالها الوحشية الفظيعة التي ترتكبها الآن، فإن فرنسا وحدها ستكون مسؤولة عن رد الفعل العنيف، وعن نتائجه الخطيرة، بل إن الوطنيين من أبناء المغرب سينقلون الحرب إلى أراضي فرنسا ذاتها). ثم حمل الزعيم (فرحات عباس) اعلى مجموع الدول الاستعمارية التي تدعم الاستعمار الإفرنسي بالمال والسلاح قائلا: (لقد لاحظت الشعوب العربية في شمال أفريقيا، بأن هذه الدول الاستعمارية التي تنادي بالانتصار للحريات الفردية، وحقوق الإنسان هي ذاتها التي تساعد الاستعمار الإفرنسي للقضاء على هذه