للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(على أثر فاجعة الجزائر، أنشئت الميليشيات المسلحة وألغيت كل الحريات الديمرقراطية، وتقلدت السلطة العسكرية أمور الشرطة، وأعلنت حالة الطوارىء، وصدرت القوانين الاستثنائية والأحكام العرفية، وسلح كل الأوروبيين، ومنع الجزائريين من مغادرة دورهم إلا إذا كانوا يحملون شارات على سواعدهم أذنت لهم بها السلطة بعد تحقيق دقيق يثبت أن لهم أعمالا في المؤسسات العامة ... لقد كان الانتقام فظيعا، فقتل بعض الأوروبيين أدى إلى إعدام جماعات من المسلمين بمجرد الشك فيهم ... ففي الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الإثنين ١٤ أيار - مايو - ١٩٤٥، فتحت الزنزانات في سجن مدينة (قالما) وبعد أن نودي على تسعة وأربعين سجينا، قيل يلزم أيضا أحد عشرة - حتى يصل العدد إلى الستين .. هكذا أرادت القيادة ... وأخذ هؤلاء من صفوف المعتقلين ثم حكم على الجميع من طرف (اللجنة العسكرية) التي عقدت جلسة لها لهذه المهمة، وقامت (الميليشيا) بإعدامهم رميا بالرصاص. وقد أجاب الحاكم العام في الجزائر على سؤال وجهناه إليه في الاجتماع المشترك للجان الداخلية - لتنسيق الأعمال للشؤون الإسلامية - فقال: بأن إحدى وأربعين قرية دمرت بالطائرات والوحدات البحرية، فلم يبق فيها دار واحدة. وبما أن معدل سكان القرية الواحدة هو ألف نسمة،


= يومي الأربعاء والخميس ١١ و١٢ تموز - يوليو - سنة ١٩٤٥.
وكذلك ما نشرته الصحافة غير الرسمية مثل جريدة (ليبرتي) و (كومبا) و (آلجي ريبليكان) وسواها من الصحف الإفرنسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>