للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القبض على كل إنسان حتى أولئك الذين لم يثبت قط أنهم انخرطوا في أية حركة سياسية كانت أو غير سياسية. وتعطلت من جراء الإرهاب البوليسي، وبسبب القوانين العرفية، كل حركة للانتقال من بلد إلى بلد آخر. وشلت الحركة الاقتصادية. ورصدت السلطة الإفرنسية مبالغ ضخمة مكافأة لمن يرشدها إلى الوطنيين الذين لم تصل إليهم قبضة القمع، فاختفوا بغية تغذية الحركة التحريرية حتى لا يلحقها الفشل بسبب ما فقدته من عشرات الألوف من الضحايا والمعتقلين. وفصلت الإدارة الإفرنسية أيضا مئات الموظفين المسلمين من مناصبهم، وشددت الرقابة على الحدود الجزائرية شرقا وغربا حتى لا يهرب المواطنون الجزائريون إلى المغرب أو إلى تونس أو طرابلس).

(لقد بات أصغر الإفرنسيين شأنا في السلطة وهو يملك ما يجعله حق إعدام هذا أو تشريع ذلك، وأنه لمن الصعب تحديد عدد الذين اعتقلوا في هذه الحوادث الدامية. فمن قائل، أنه بلغ عشرة آلاف سجين، ومن قائل: أنه تجاوز هذا الرقم بكثير، وغير هؤلاء يقول: إنه بلغ الستين ألفا. غير أن وزير الداخلية الإفرنسي - في تلك الفترة وهو (ادريان تكسييه (*) أعلن أمام الجمعية الاستشارية المؤقتة، (بأن عدد المعتقلين لا يتجاوز الألفي وخمسمائة مسلم) ا. هـ.

قصارى ما يمكن قوله عن المعتقلين: لقد ضاقت السجون


(*) ادريان تكسييه: (Adrien Texier) .

<<  <  ج: ص:  >  >>