للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزائرية بهم إلى حد أن السلطة الإفرنسية أفرجت عن المجرمين حتى توفر أماكنهم للأحرار الوطنيين، ولما لم تؤد هذه العملية إلى المبتغى، ضاعفت السلطات الإفرنسية ميادين المعتقلات ومعسكرات الحشد والاعتقال، والتي كانت قد أنشأتها في أوائل الحرب العالمية الثانية. وساقت إليها الوطنيين أفواجا إثر أفواج. أما الوسائل التي كان البوليس السياسي يقوم بها لحمل الوطنينن على الإقرار بجرائم أو أعمال لم يقوموا بها، والاعتراف بما أراد أن ينسبه إليهم، وعلى أن يشهد البعض على البعض الآخر،

فهي وسائل مرعبة يقشعر لها جسم الإنسان.

(لقد اقتنع الإفرنسي، بأن ما يقال عن استسلام الجزائريين للحكم الإفرنسي، إنما هو أسطورة حاكتها يد الإدارة الاستعمارية العليا في الجزائر. وجاءت هذه الدماء الغزيرة لتكذبها. ولهذا فالواجب يقضي على فرنسا أن تستعمل كل ما لديها من القوة، إن هي أرادت الاحتفاظ بالجزائر) ا. هـ.

وإلى هذا أشار - م. بيشير - في جريدة (صدى الجزائر) الإفرنسية (*) ما يلي:

(... لا جدوى من مضي الأسابيع والشهور على القضية الجزائرية، طالما أنه لا يمكن البت بشيء فيها وطالما أنه لا يمكن الوصول إلى حل لها بسبب إهمال الوقائع المادية والضرورات


(*) م. بيشير (M.BEUSCHER) (في جريدة صدى الجزائر) تاريخ ٨ حزيران - يونيو ١٩٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>