للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجرأوا على تقسيم قواتهم. بل أبقوها مجتمعة تعمل كتلة واحدة، وهذا ما سبب لهم الفشل، لأن تحرك مثل هذه القوات التي ترافقها الدبابات والمدرعات الخفيفة، وتحرسها الطائرات من الجو، لا بد وأن تكون بطيئة عبر الدروب المتفرقة في المنطقة والخفيفة الحركة.

وكان الافرنسيون يعتقدون أنهم بحملاتهم الضخمة هذه يستطيعون إيقاف الثورة وخنقها وهي في مهدها. غير أن الثورة نجحت في نشر قواتها وزيادة نشاطها .. فبعد أن كانت عمليات الجيش محصورة في الأوراس إذا بقوات الثورة تنتشر في بقية ولاية (عمالة) قسنطينة. ثم تمتد إلى بلاد القبائل (جبال جرجرة)، ومن هناك بدأ انتشار الثورة داخل ولاية (عمالة) الجزائر ذاتها.

استمرت القيادة الافرنسية في محاولاتها بالرغم مما أصابها من الفشل، فوجهت يوم ١٩ كانون الثاني - يناير - ١٩٥٥ قوة مكونة من خمسة آلاف جندي مدعمة بالمدرعات والطائرات للبحث عن مجموعات جند جيش التحرير في الأوراس. ثم أتبعتها بقوة ثانية تضم أربعة آلاف جندي لتطوير عمليات البحث في شمال الأوراس. وعادت الحملتان بعد أيام دون تحقيق نتيجة تذكر. وخلال ذلك كان جيش التحرير قد وسع دائرة نشاطه حتى أمكن له السيطرة على منطقة الجنوب كلها , ووقعت مجموعة من الاشتباكات الضارية في (كولون بشار) و (عين الصفراء) و (بوسعادة) واختفى رجال جيش التحرير بعدها ليعاودوا ظهورهم في منطقة (وهران). وأصيبت الادارة الاستعمارية وقيادتها العسكرية بحمى الغضب لهذا التطور، إذ كانت تعتقد حتى تلك المرحلة بأن ولاية (عمالة) وهران مسالمة، لأن طبيعة وهران وتكونها الديمغرافي لا يساعدان جيش التحرير عل

ى

<<  <  ج: ص:  >  >>