غير أن هؤلاء كانوا دون مستوى المسؤولية خلال تلك المرحلة التاريخية، وجاءت مسيرة الأحداث والتي دفع (الأخوة ذوي اللحى الشقراء) ومعهم الشعب المجاهد في المغرب العربي الإسلامي ثمنها غاليا من دمائهم وكرامتهم. وتأكد خير الدين عبر هذه التجارب الذاتية أنه من المحال مجابهة الهجمة الصليبية الشاملة بحروب محدودة ذات هدف محدود، كغنم سفينة أو الدفاع عن مدينة، أو الإغارة على جزيرة. فكان الدفاع الشامل هو الأسلوب الوحيد لمجابهة الهجوم الصليبي الشامل.
وكان (عروج) وأخوه (أصحاب اللحى الشقراء) قراصنة، بذلك اشتهروا وبذلك عرفوا، غير أنهم لم يكونوا قراصنة في أساليبهم وأهدافهم , لقد خرجوا للجهاد في سبيل الله، فكانوا زاهدين بما يحوزونه من غنائم، وما أرادوا من الغنائم إلا استنزاف قدرة العدو وزيادة قوة المسلمين، بدلالة تقديم ما كانوا يحصلون عليه إلى (والي تونس) وإلى (بيت مال المسلمين) وإلى صندوق الخزانة في الإمبراطورية العثمانية. ء وأفاد الجميع من هذه الغنائم ما عدا (الأخوة أصحاب اللحى الشقراء) غير أن فائدتهم كانت أكبر من كل تقويم عندما أمكن لهم دعم القدرات في الجزائر بعد أن أهدر (ملك تونس) هذا الدعم ووظغه في غير مصلحة الإسلام والمسلمين.
ولم يكن (خير الدين) يبحث عن (مجد شخصي) بدلالة عزوفه عن هذا المجد عندما عرضه عليه (شارلكان) في حين تهاوى (أعداء الداخل) فكان في ذلك سقوطهم، وكان في ذلك المجد الحقيقي والخالد للبطل (خير الدين) الذي ربط جهده وعمله ووجوده بقضية المسلمين , في حين انتهى أولئك الذين عملوا لدنياهم، وسطروا أبشع