للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صورة (لأعداء الوطن والدين).

يمكن بعد ذلك الانتقال للملامح العامة لأسس (فن الحروب) التي استخدمها (خير الدين) والتي مكنته من تحقيق انتصاراته الخالدة.

لقد كانت تلك الأسس في الواقع، صورة عن أسس (فن الحرب عند العرب المسلمين) بطرائقها التقليدية والثوروية. فقد بدأ (أصحاب اللحى الشقراء) بالبحث عن قاعدة قوية ومأمونة، بدأت (بحلق الوادي) و (جزيرة جربة) وانتهت بقاعدة الجزائر. وقد كان تكوين القاعدة القوية والمأمونة هو أول عامل من عوامل النجاح.

وكانت طرائق القتال - في البر والبحر - نموذجا من الحروب التشتيتية - التي برزت كظاهرة مميزة في الحروب الثوروية الحديثة والتي تعتمد على مرحلتين أساسيتين - مرحلة الاستنزاف ومرحلة الهجوم الشامل.

وفي الواقع فقد كان من المحال مجابهة التفوق للقوى الصليبية بغير هذا الأسلوب الذي أكد فاعليته في حروب الجزائر - الثلاثة وآخرها حملة شارلكان - بقدر ما أكد فاعليته في الحروب البحرية. حيث كانت تقوم مجموعات خفيفة الحركة، بتوجيه ضربات عنيفة ومباغتة ثم الانسحاب قبل أن يستفيق العدو من ذهول الصدمة. وقد أدى تنفيذ هذه العمليات باستمرار إلى استنزاف قدرة العدو المادية والمعنوية قبل مجابهته بهجوم شامل يدمر بقية قدرته على الصمود والمقاومة.

ولقد كان من المحال تحقيق النجاح في مثل هذه العمليات لو لم

<<  <  ج: ص:  >  >>